فاصلة:
((إن الغاية من المناقشة ينبغي ألا تكون النصر بل التحسين))
- حكمة فرنسية-
من حرك أدوات الإعلام لدينا لتصبح سماؤنا صاخبة متعددة الآراء؟
من جعل الإعلام الورقي والإليكتروني جزءا من حياتنا بعد أن كان بعضنا في السابق لا يهتم بما تكتبه الصحف ويصفه أنه «كلام جرايد».
ثورة التقنيات والإعلام الجديد هو التحدي الجديد لمن لا يؤمن بهيمنة وسطوة الاعلام.
عالم الإنترنت الشاسع وقنوات الفضاء وثورة الجوالات واتساع اهتمامنا بالرسائل الجوالية جعل اهتمامنا يعظم بالخبر وتفاصيل الحدث.
كيف جاءت رسائل الجوال فجعلتنا نكتشف أننا لسنا مجتمعا جامدا بل يحب النكتة وحتى انه يسخر من نفسه ليضحك، وانتشرت نكات أبطالها شخوص من معظم مناطق بلادنا وربما تغلبنا على إخواننا المصريين الذين ينكتون على الصعايدة فقط!.
وكيف جاءت الفضائيات فاكتشفنا أننا مجتمع يحب التعبير عن رأيه ولا يهتم إلا بأن لديه القدرة ليقول أنا موجود بدليل أن معظم الاتصالات التي تنهال على البرامج المباشرة تكون من بلادنا!.
وكيف جاء الإنترنت فأصبحنا اكثر المجتمعات العربية استخداما للإنترنت بصرف النظر عن كيفية الاستخدام هل هي لأجل المعرفة أم الترفيه والتسلية!
إنما في كل استخدامنا لتقنيات الاتصال ندلل على أننا نريد التعبير عن ذواتنا، قد يخطئ بعضنا الطريق وقد يصيب الآخرون، إنما هي مرحلة لازمة لنا لنستطيع أن ننطلق من الانغلاق الذي فرضه علينا العامل التاريخي والجغرافي.
هذه المرحلة التي نعيشها بكل هذا الضجيج أو الحراك الاجتماعي الصاعد بين الأجيال بدأت تنتج حراكا فكريا يتضح في ضعف تمسك جيل الأبناء بقيم جيل الآباء واتجاههم نحو تقبل قيم جديدة ومستحدثة تناسب تغيرات حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.
إنّ من أهم عوامل الحراك الاجتماعي وجود التعليم والإصلاح وهما من العوامل المهمة في إحداث أي تغيير اجتماعي لذلك علينا أن نتفاءل بالمرحلة الحالية وبكل تناقضات الأصوات فقد بدأنا على الطريق الصحيح في التعاطي مع قضايانا في ظل حركة الإصلاح التي نعيشها.
لا توجد نظرة واحدة صحيحة ولا رأي واحد سديد من حق الجميع أن يعبّروا عن وجهة نظرهم طالما يتمتعون بالعقل الذي يزن الأمور في ميزانها المنطقي الصحيح.