|
كتب - عايض البقمي
بين التوقع والواقع مسافة الحدث فإما أن يصيب وإما أن يخيب، على أن التوقعات لا تقوم عادة إلا على الحسابات والأرقام، والمنجزات! وما خالف الإجماع أوالتقدير عُدّ في خانات المفاجئات، وما أكثر المفاجآت في عالم الخيل وسباقتها المجنونة ولا سيما التي تتفجر مع السباقات الكبرى والمشهودة ليس الأمر مقتصراً على تلك الصورة في المطلق ولكنه في صورة أخرى يأتي مغايراً تماماً بمعنى أن المرشح الأخير للفوز في نظر كثيرين يكون في الوقت عينه مرضحاً ضمن الثلاثة الأول في نظر قلة تحتفظ بتقديراتها لتظهر في الوقت المناسب وذلك انطلاقاً من معطيات فنية خاصة واعتبارات ليس شرطاً الإفصاح عنها والبوح بها، ولا مكان فيها للمنجزات والأرقام وإنما للقدرات والطاقات الكامنة ونادراً جداً الذين يقيمون لهذا الأمر بالذات الوزن الأول: إذ عندهم: ماذا تعني الطموحات والأمل أمام القدرة؟!
اللوحة كانت جلية واضحة المعالم لا تحتمل مزيداً من اللمسات في الأمسية الجميلة الأغلى والأقوى على مستوى الكرة الأرضية لسباقات السرعة والتي شهدها مضمار (تشير شيل داونز) الشهير في ولاية كنتاكي الأمريكية مساء السبت الماضي عبر احتفالية سباقات البريدرز كب الشهيرة، في نسختها الـ 26 وعلى جوائز مالية وصلت إلى 17 مليون دولار ووسط حضور جماهيري تخطى الـ 80 ألف متفرج.
صراع العمالقة:
وفي السباق الرئيسي وصراع صفوة عمالة الخيل في أمريكا والقارة العجوز وبمشاركة 14 جواداً في كسب الإنجاز والتميز كان المحك (سباق البريدرز كب كلاسيك) (الفئة الأولى) والفرس الأسطورة (زينياتا)، تقف على صدارة الترشيحات وفي رصيدها 19 انتصاراً بدون هزيمة وتسعى لفوزها الـ 20 وتوديع السباقات بسجل ذهبي خالد. ومعها الجواد كواليتي رود (وهاينس فيلد) وجياد القودلفين الإماراتية! وفي مشهد دراماتيكي سيبقى في الأذهان وعلى مدى من الزمان انقلبت الترشيحات رأساً على عقب والجواد بليم (ابن أرتيش) ينسف الترشيحات رأساً على عقب بخطة ناجحة ومرسومة اعتمدت على التحرك المبكر والمثمر وفي الوقت الضائع كانت الأسطورة زنياتا تجندل الجياد المشاركة معها واحداً تلو الآخر.
وبفارق رأس كان الأمر محسوماً لتحتل الوصافة... ومن خلفها وصيفها الأمل السعودي القادم بقوة وذي الثلاث سنوات (فلاي دوان) للأسطبل الملكي الأسطبل الأبيض لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي اعتمد على مراقبة وانظار المرشحة الفافورية (زنياتا) كثيراً وفي لمحة بصر كان دخوله العنيف والمستميت حتى أني تمنيت لحظتها لو كانت المسافة ميلا ونصف (لا ميلا وربع) غير أن التمنيات بزغت شمسها والصقر السعودي «فلاي دوان» يحلق بالمركز الثالث تاركاً خلفه مرشحين وكبار ومسجلاً نتيجة مشرفة للفروسية السعودية وللخليج والعرب ومعيداً بذلك الأمل الكبير في انتزاع كأس العالم 2011 القادم نهاية شهر مارس المقبل بدبي وإن غداً لناظره قريب.
إنه عراب الأبيض
متعب الخيل والصفقات!
لم تكن النتيجة المشرفة التي حققها جواد الوطن (فلاي داون) وممثلها الوحيد في هذا السباق العالمي في حسبان الذين واكبوا المهرجان العالمي عياناً والذين تابعوه عبر الشاشات في كل أرجاء العالم لكنه كان إلى حدٍ كبير في حسبان قلة قدرهم في هذا المجال كبير وكبير جداً وفي مقدمتهم عراب صفقات الأسطبل الملكي إن كانت محلية أو خارجية الأمير متعب بن عبدالله (حامل الهده وحامل الهقوه) والذي أتم هذه الصفقة الناجحة بكل المقاييس بنظرته الثاقبة والفاحصة وبما وهبه الله من خبرة وحنكة ودراية وتبصر في عالم الخيل تربية وتأهيلاً ومشاركات وليصحح المعادلة وأن يوفق بين الأشياء ومن هنا كان القرار الجريء بالمشاركة في الحدث الفروسي الأمريكي الأشهر والشعار الأبيض الناصع يصبح رقماً في معادلة سباق كأس المنتجين ومن يدري فربما متى تواصلت إذ ما وفقت فإنها ستكون من صلب المعادلة الأشهر وتاجها الثلاثي في المواسم المقبلة وبعد أن رسخ مهندس إنجازات الأبيض وعراب النقلة التطويرية للفروسية السعودية الأمير متعب بن عبدالله مقولة روبرت كايوساكي: (يقاس نجاحك بقوة رغبتك وكبر حلمك وكيفية تعاملك مع الإخفاقات والعثرات في طريقك) وكذلك مقولة نورمان فينست: (أكبر خطأ يرتكبه الإنسان في الحياة هو خوفه من المخاطرة فمن يخشى المخاطرة لن يتقدم).