فرق كبير بين مدلول (البيات الشتوي) بمفهوم أهل البرمجيات وأنظمة الحاسوب الذين يستخدمون أداة (Hibernation) لتنشيط عمل حفظ المعلومات من خلال نظام النوافذ الشهير وسرعة استعادتها عند الحاجة، وبين ذات المدلول (البيات الشتوي) الذي يحمل ذات المعنى اللفظي ولكن بطريقة تصف حياة كائنات حية – كرمنا الله – عنها نحن بنو البشر، لها القدرة على التكيف مع ضراوة برد الشتاء، لتدخل في سبات عميق مكتفية ومتكيفة مع تقلبات الجو حتى تعود للحياة بشكل طبيعي بعد زوال مؤثرات دخولها.. البيات الشتوي..!!
والحقيقية أن كرتنا, ما تلبث أن تتعافى من مؤثرات (خارجية) كتلك التي حرمتنا التأهل للمونديال العالمي مثلاً حتى تدخل ذات الكرة ووتحديداً دورينا الزين (مراحل البيات الشتوي) بمفهوم أقل بكثير من المدلول الأول عند أهل (الحوسبة) وعالم الكومبيوتر كلغة (عصر معتمدة) ، وأكبر قليلا من المفهوم الثاني المشار إليه عند المهتمين بمخلوقات الله من غير ذوي البشر..!!
فبين تراكم الأخطاء (الكوارثية) التي تقترفها جهات ذات علاقة مباشرة بالحراك الرياضي السعودي وواجهته (الدوري الزين)، وبين عدم الاستفادة من جُل الأخطاء المتكررة، ليس موسمياً فقط بل دورياً أيضاً، فمن أخطاء البرمجة وروزنامة المشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات إلى كوارث (التوقفات) وارتفاع نسب أخطاء التحكيم وأضرارها في خط متوازن بهوية (البطل الحقيقي) للموسم الرياضي وصولاً لاضطرابات عمل لجان (مفصلية) بخلاف (أمانة اتحاد) منوط بها (فصل الخطاب) في كثير من (اللغط) حول كثير من الأمور التي تمس مباشرة إن لم نقل (تقدح) في منظومة (العمل الاحترافي) بالدوري الزين..!!
لقد رشح عن ضبابية فائدة (المشاركة) برمتها في البطولة الخليجية الأخطر (أمنياً) في بلد مضطرب، كثير من المعوقات التي تقف هذا الموسم (حجر عثرة) في تجاوز (أخطاء موسمية متكررة) وإن بأسباب مختلفة، لنأتي مؤخراً على جريرة (معلومات مكذوبة) أمد بها (متربص) لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (شوهت) واقع رياضي (مش ناقص مشاكل).. !!
لتفرز كل تلك (المتتابعات) حقيقة تقول إن (الإصلاح) يبدأ وينتهي عند واجب (الضرب بيد من حديد) لكل مقصر أو متهاون أو لا مبال بمصلحة رياضة وطن.. مبدأ الثواب والعقاب هذا متى ما فُعّل فسينصلح كثير من (الاعوجاج) الذي طال وعطل وصولنا لطريق (الاحتراف) الحقيقي، الاحتراف الذي يجب أن يصل أثره كل مشارب كرتنا التي بتنا نتحسر على حالها بعد أن اختفت متعتها حين انتقلت إثارتها من المستطيل الأخضر إلى الشارع والمدرج، وبعدما خطفت (الأخطاء) بريق العمل الاحترافي وقادته إلى (عشوائية) تصاريح شماتة أساسها بعد غياب (المحاسبة) الترفيه عند شواطئ.. قانون كل من ايده اله..!
الأناقة.. عنوان الرُقي والزعامة..!!
خرج لقاء (الكلاسيكو السعودي) التاريخي بين أهلي الرُقي وهلال الزعامة ليل قبل أمس بعنوان مشترك حمل جُل معاني (الأناقة)، أناقة في الروح والتآخي واللعب النظيف ونجومية اللاعبين وتحكيم الخواجة وقبل ذلك كله حضور الإثارة والمتعة والتشويق..!
** من شاهد لقاء (الأناقة) لم يكن ليصدق أبدا أن (قلعة الكؤوس) في موقع متأخر في سُلم الترتيب, بل بدا الأهلي وكأنه منافس قوي على مراتب المقدمة، فالتناغم الفني ذي الرتم المتصاعد والترابط الوثيق بين خطوط الفريق، والروح الحاضرة بنبض (الخالد) ووقود (فهد القلعة)، الروح التي قلصت فارق الهدفين إلى تعادل عادل أمام المستحق الأكبر لبطولة الدوري على أرضه وبين جماهيره ؛ حضرت الروح فلم تميز نجوم الفريق داخل المستطيل الأخضر وحسب بل امتد واقعها لكل الأجهزة فنيُها وإداريها لينعكس ذاك الأثر على الجمهور الأهلاوي الذي آزر فريقه بحرارة ورقي أكمل جمالية لوحة (الأناقة) التي رسمها طرفا الكلاسيكو الكبير.!
الجاسر.. الرجل المناسب
في المكان المناسب..!!
لأن الفكر (الاحترافي) في الهلال أضحى معيناً لا ينضب، ولأن (التجديد) للأفضل باتت سمة هلالية خالصة، ولأن (المواهب) والكوادر الوطنية تجد طريقها في نادي القرن على قاعدة (الرجل المناسب في المكان المناسب)؛ فلا غرو أن تتغلب مصلحة (الكيان) فوق كل المصالح.. الاستعانة بالخبير (الإعلامي) المتميز فكراً ونضجاً الأستاذ عبدالكريم الجاسر في المركز الإعلامي بنادي الهلال، خطوة موفقة ستحافظ على توهج الزعيم وحضوره إعلامياً، كما هو الحال الذي يتطلبه بقاء الكيان متوهجاً حاضراً في كل المناسبات والأحداث بواجهة (مشرفة).. مبروك أبا يزيد ومثلها للزعيم وإدارته وجماهيره.. ولاعزاء (للمتخشبين) ممن حولوا مراكز كياناتهم إلى (تكية) ومركاز أشبه استراحات خراجها بعد (الحكي في المحكي) لا يتجاوز.. لعب الورق وأكل الفصفص..!!
الأصفران.. ونقاط الكرم الحاتمي..!!
بعد عودة نغمة (نصر بلنتي) للحضور بقوة في المستطيل الأخضر، وما سبقها من تسجيل أهداف باليد للواعد (ريان بلال).. وبعد جلب (صافرة الحكام) نقطتين لفريق الاتحاد أمام القادسية لجزائية رآها كل النقاد والمحللين التحكميين حقاً ليحي الشهري.. وبعد إهداء (نقطتين) غاليتن لذات الفريق الأصفر أمام الشباب الذي خسر بالتعادل ثلاث نقاط مستحقة على خلفية (هدف تسلل) لم يختلف على (بطلانه) جُل النقاد من ذوي الاختصاص.. الأمر الذي بتنا معه نخشى على باقي (نقاط بنك الدوري) أن تُجيّر عبر (كرم حاتمي) يتكرر مشهده مع (الأصفرين) لتُجيّر (البطولة) برمتها لغير مستحقها وسط (فرجة ممتعة) للجنة الحُكام تُختتم فعالياتها ب (زفة) لبطل من ورق..!!