|
الجزيرة - الرياض:
من الحقائق التي قد تخفى على البعض أن دمع العين يفرز باستمرار خلال الأربع والعشرين ساعة في اليوم وليس فقط وقت البكاء أو الانفعال النفسي، ولكن لا يشعر الإنسان بذلك بسبب التوازن بين الدمع المفرز والتصريف الذي يصل إلى الأنف عن طريق مسامات وقنوات دقيقة على حافة الجفن الداخلية جهة الأنف.
والذي يحدث عند البكاء هو أن الكمية المفرزة تكون كبيرة لا تستوعبها المصارف وتظهر خارج العين كما هو في حال الفيضان عندما يرتفع منسوب الماء عن المجرى فيفيض وهذا المعنى الدقيق جاء في قوله تعالى: ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) المائدة آية 83.
وللدمع وظائف عديدة منها ترطيب سطح العين لسهولة حركة الجفن عليها دون أن يجرحها، كما يغسل العين مما قد يصل إليها من الأبخرة والغبار والمواد المتطايرة، وله دور في تغذية أسطح العين، وبه مواد تقاوم البكتيريا التي قد تصل إلى العين كما انه يساعد على صفاء الرؤية.
وتؤثر عمليات الليزر لتقويم البصر على الأطراف العصبية الموجودة في القرنية والتي لها دور في إحساس القرنية وإفراز الدمع، فيصيب العين نوع من الجفاف المؤقت حتى تلتئم الأطراف العصبية ويعود الدمع إلى وضعه الطبيعي وخلال هذه الفترة التي تتفاوت بين ثلاثة أشهر وستة أشهر قد يشعر المريض بحرارة في العين مع درجة من الالتهابات الخفيفة كما أن الجفاف قد يؤثر في درجة صفاء الرؤية.
لذلك فإنه بعد إجراء عملية الليزر لتقويم البصر يطلب من الشخص الاستمرار في استعمال مرطبات العين كبديل عن نقص الدمع لمدة قد تصل إلى ستة أشهر، مع ملاحظة التفاوت بين الأفراد في الوقت اللازم لعودة الأطراف العصبية إلى وضعها الطبيعي.
د. سمير بن محمد المنصوري -أستاذ مشارك _ وحدة القرنية وعمليات تقويم البصر -مركز الاعمال - م م ع ج