برغم حالة الفزع التي تنتاب بعض علماء البيئة حول حالات ذوبان الجليد واحتمالية اختفاء دول وقارات؛ حيث كشفت بيانات الأقمار الصناعية مؤخرا انحسارا كبيرا للجليد في جوانب القطب الشمالي وبالتحديد في مناطق سيبيريا وألاسكا، وسجلت رقماً قياسياً ليصبح الأشد على الإطلاق؛ إلا أن هذا الفزع قد يفسر حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله: ( لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا ). وأرض العرب المقصودة هي شبه الجزيرة العربية الواقعة ضمن حزام الصحراء الممتد بين خطي عرض 15 ْ,30 ْ شمالي خط الاستواء وجنوبه. وبذوبان الجليد سيصبح مناخ المملكة استوائيا رطبا مثل ماليزيا وتايلند مما ينبئ عن ظهور مخلوقات ونباتات أخرى قادرة على التكيف المناخي الجديد !!
وأظهرت الصور الفضائية التي رصدت الأقطاب أن درجات حرارة الهواء تسجل ارتفاعا ملحوظا منذ بداية الألفية الميلادية الثانية ، وبالتالي فإن ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي يتم بشكل أسرع من المتوقع. ويؤكد الباحثون في شؤون البيئة أن ذوبان الجليد الموسمي في القطب الشمالي قد انتهى ووصل حجمه لأدنى مستوى لهذا العام في 19سبتمبر2010م وهو أدنى قياس للقطب على الإطلاق، والعجيب أن الممر الشمالي الغربي والمسار الشمالي منه كانا مفتوحين أمام الملاحة خلال سبتمبر الماضي، حيث اقتربت إحدى السفن الروسية والنرويجية من الدوران حول القطب.
والمعروف أن الغطاء الجليدي يحافظ على التوازن المناخي، وظاهرة الاحتباس الحراري ساعدت على الانحدار في الغطاء الجليدي مما انعكس سلباً على المناخ في جميع أنحاء الكرة الأرضية، وقد زادت حدته في السنوات الأخيرة بسبب اتساع رقعة التصحر في أنحاء كثيرة من العالم نتيجة للقطع الجائر للأشجار فضلا عن الاستخدام المفرط للطاقة الأحفورية.
وخلال السنوات القادمة، وفي الجزيرة العربية بالتحديد ستزيد التقلبات في الطقس تبعا لتغير المناخ، ولن يتوقف الأمر عند بلادنا بل وسيشمل بلاد العالم أجمع، ولن يقتصر الأثر على المناخ بل سيتعداه إلى كل ما على ظهر الأرض من إنسان وحيوان وغطاء نباتي، وسيصل حتى داخل البحار، ويتوقع ظهور مخلوقات ونباتات قادرة على التكيف مع الوضع الجديد للمناخ وانقراض أخرى وغرق جزر وتوسع بعض البحار وبالتالي سيتغير موقع خط الاستواء الحراري لتصبح بلادنا ضمن المناطق المدارية أو الاستوائية الرطبة، وسيتحرك الفاصل المداري شمالاً بشكل أكبر من السابق لتصبح روسيا منطقة حارة في الصيف وقليلة الأمطار.
ويعتقد الباحثون أن المنظم للمناخ هي درجات الحرارة. وحسب مصادر وكالة نوا الأمريكية العالمية فقد سجل شمال غرب المحيط الهادي خلال شهر أغسطس نصف درجة فوق المعتاد ودرجة واحدة فوق المعتاد على اليابسة. كما أن البحار قد تضررت من هذه الحرارة ونفقت بعض أنواع من الأسماك، وخرجت بعض الحيوانات البحرية على الشواطئ هربا من الحر. وفي المملكة سجلت هذا العام 2010 م درجات حرارة بأرقام قياسية لم يعهدها السكان منذ زمن طويل.
والواقع أننا ونحن ننتظر عودة جزيرة العرب مروجا وأنهارا ؛ فإننا نقرأ بهلع بأن حروبا قادمة ستقع بين الدول بسبب التكالب على مصادر المياه، وفي المقابل تشهد بلادنا أمطارا وسيولا مروعة، وعلى جانب آخر أصبحنا نسمع أصوات الترشيد تعلو حتى تحولت لصراخ ! فمن نصدق؟ ونحن نتوقع المفاجآت المناخية التي تجعلنا بحالة قلق وتوتر لدرجة أن حرمنا أنفسنا من متعة الزراعة المنزلية، بل وحتى الزراعة في الحقول.
فهل نحن مقبلون على تصحر قاسٍ مخيف ؟ أم سيول مدمرة لا تستوعبها المجاري وأنابيب التصريف؟!
www.rogaia.net