تتجلى وتتداعى، تتأجج وتخبو، هي هكذا قضايانا تبحُّرٌ وأفانينٌ تشع في فروع صغرى وتهويلٌ لمشكلات وسطى وإغفالٌ تام عن القضايا الكبرى وهي أصول باطلة تأصلت فينا وما عدنا نراها إلا جزءًا منا أو تكاد تكون موروثاً يتفاخر به ونحن أسياد الفخر! بينما نسمع جلجلة ضحكات في ركن آخر..
غياب الحوار، تحور الثقافة، نزاعات التيارات، اندثار حروف العمالقة وسكب الرمل مع قبورهم عليها، سكب سريع وليس نثر، والاكتفاء برثاء وتذكير فقط بواجب عزاء يغني عن الواجب ذاته! عدم وضوح رؤية تهدي لطريق، وحتى حينما تتضح يكثر الردم والبناء، وما هو إلا بناء هش ما أن ينتهي إلا ويغير تماماً قد حان التطوير، سلسلة التقليد والتقييد، غياب المرشدين ولهو العابثين وتكسب المقنعين والانكفاء والاكتفاء.. كل هذا وأكثر مما لا يكفي أن يسطر هنا..
أخصب تربة لنمو الجهل الاكتفاء به خشية انقطاع الرزق، هنا تؤدي الرياح دورها بحمل البذور والقشور كقضايا جوهرية تنتقل من موطأ قدم لآخر دعي يزج نفسه مدعياً أنه عالم الأمور.
لا يزال الجهل الأرض الخصبة المصدرة لكل مشاكلنا وأزماتنا على كل الأصعدة، الجهل مبطل فعال لإعمال العقل وغربال حاجب لكل نور ووقود حارق لأي حياة كريمة.
ثمة عقول تتمسك بجهلها وثمة جهود عملاقة أصحابها مكائن فولاذية تدير مؤسسات وجمعيات تنشد الحراك السليم لواؤها نور والكثير يسمو لتغيير أفضل، وفي المقابل يراودني تساؤل هل لابد من فرض وإنكار وسؤال الجهال لصلاح الأرض والإنتاج.
خلاصة الحبر:
الجهل شجرة تنبت فيها كل الشرور «ابن القيم»
- البكيرية