الإهداء:
إليكم:
الغذامي الذي لا تعرفونه..
نقلني من بائع كتب على سور الأزبكية إلى صانع كتب في الساحة الأدبية.
1 -
أجلسني معلمي مجلس العلم وقال:
عشر سنين أؤدبك عليها
ما تيسر لي ولك من طاقة ووقت:
خدمة الخلق
واستخلاص الحق
واتباع الطريقة
وقال:
خدمة الخلق عطاء
واستخلاص الحق واجب
واتباع الطريقة ضرورة
وقال:
خدمة الخلق عطاء
بلا مكابرة
واستخلاص الحق
واجب بلا عسف
واتباع الطريقة
ضرورة بلا ضرر
2- وقال:
لما رأى انبهاري بما لديه:
الحمية لا الفترة
والصفوة لا الكدرة
وغنى الفقر لا فقر الأغنياء
الحمية أنفة
والصفوة خلوص
وغنى الفقر اكتفاء..
وقال:
الحمية أنفة بلا خشية
والصفوة خلوص بلا عكارة وغنى الفقر اكتفاء بلا انحناء
3 - وعلى سبيل الرمز
أمسك بثلاث زهرات من حديقته وقال:
ازح حسك تربتك كيما أغرس هذه الزهرات الثلاث
فهذه من حقل سخاء
وهذه من غوطة رضا
وهذه من بطحاء صبر
وقال: لا تطرح زهرة حقل السخاء إلا جودا..
ولا تثمر زهرة غوط الرضا إلا قبولا..
ولا تعطيك زهرة بطحاء الصبر غير الجلد..
وقال: لا تطرح زهرة حقل السخاء
إلا جودا لا ينتظر معه عوض
ولا تثمر زهرة غوط الرضا
إلا قبولا لا ينفع معه رفض
ولا تعطيك زهرة بطحاء الصبر
غير الجلد لا يستقيم معه روع
4 - بوجه مقمر طفق يقول كلاما كثيرا
وقال:
لا تزه زهو الفرس ولا تته تيه الطاووس
وقال الإفراط في الظن متلفة للوقت
وقال:
إن كان معك الترياق فهل تشرب السم؟
وقال: من كان الكسل ملاذه كان الخزي قرينه
وقال لي:
اتبع الله واعص من شئت
وقال:
الجلاء في التخفي والسكينة في الصلاة
وقال الغفلة حزازة قلوب
خيل إلي أنني اسمع غطيطا
تأكدت أنه صادر عني
لما انتهيت إلى أصابعه
تشدني من قميصي
وتقيم رأسي المنكفئة
فوق صدري
رفعت بصري إليه
فقال:
النوم خلة أهل الغفلة
.. انهض. انتهى الدرس..
فنهضت
ونور من الغذامي يطوق عنقي..
عمر محفوظ الصعيدي - باحث دكتوراه في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة - مصر -
mahfoz46@hotmail.com