إن ما تتبعه بعض الشركات المنتجة لبعض السلع من ألاعيب وحيل تجعل إبليس يقف هو وجنوده متحيرين أمامها ليسأل إبليس نفسه هل فقدت دوري في صناعة الحيل والألاعيب على بني البشر؟

ذهبت يوماً إلى السوبر ماركت لأشتري كيساً من المناديل الورقية للاستخدام الشخصي والذي يحوي على 12 علبة ذات 200 منديل وكنت بالسابق اشتري الكيس ب: 25ريالاً فنظرت وإذا بشركة تعرض منتجها وبنفس المواصفات بسعر 20 ريالاً حقيقة أغراني السعر فاشتريت الكيس الذي ب:20 ريالاً وعند استخدامه هالني ما رأيت فلقد تم تصفيف ورق المناديل بحيث يكون منديلاً مزدوجاً يتبعه منديلاً غير مزدوج وهكذا.... فيضطر المستخدم لها لأن يستعمل المنديل غير المزدوج مع المزدوج لأنه لن يستفيد منه إذا ما استعمله بمفرده فوجدت أني بذلك لا استفيد إلا من 100 منديل فقط أما المائة الثانية فهي رقيقة لا تفي بالغرض فتذهب سدى فحسبتها تجارياً فوجدت أن الكيس الذي ب:25 ريالاً هو أوفر لي بكثير من الكيس الذي ب:20 ريالاً لأن الكيس الذي ب:25 ريالاً مناديله 200 مزدوجة ويمكن الاستفادة من كل منديل على حدة.

أثارني الفضول لأدخل في خبايا هذا الغش التجاري لأشتري كيساً آخر وبنفس المواصفات ولكن لشركة أخرى فصعقت لما رأيت (وكأن القوم يتنافسون في ما بينهم كل يريد أن يثبت أنه أذكى من إبليس نفسه والضحية هو المستهلك المغلوب على أمره) ففتحت الكيس ورأيت التصفيف قد تم بطريقة خبيثة فعندما تسحب منديلاً واحداً تخرج لك 3 مناديل دفعة واحدة لأنها لم تقطًّع بطريقة صحيحة فإذا كان عندك أطفال فسيخرجها الطفل ويستهلكها جميعاً على عكس المناديل التي قطعت على حدة فيمكن له أن يستخدم واحدة دون أن يتلف البقية المتبقية فيكونون بذلك قد جعلوك تستخدمها بوقت أقل فبدلاً من أن تستخدم منديلاً واحداً بوقت واحد أنت هنا تستخدم 4 مناديل بوقت واحد..... فأين وزارة التجارة عن مثل هؤلاء؟ فهل وصل الغش إلى أنوفنا؟

وقف أحد المحتالين بعد أن احتال على الناس يؤنب نفسه بقوله: لعنة الله على إبليس الذي أغواني وهداني إلى هذه الحيلة... فرد عليه إبليس بقوله: بل لعنة الله عليك أنت أنا لم تخطر ببالي هذه الحيلة.