فجعنا بخبر وفاة معالي الدكتور محمد عبده يماني الأكاديمي..الوزير..الإعلامي.. الأديب ورجل الدولة، حيث بوفاته، يرحمه الله، فقدنا أحد أبرز القيادات الإعلامية والفكرية والأدبية والإدارية الفذة المبدعة، وفقدنا علَماً بارزاً من أعلامها....
فقد كان رحمه الله، مثالاً للمسؤول المخلص لدينه ثم لمليكه ووطنه، يتمتع بقبول واحترام لدى الجميع، متواضعاً يجمع على حبه الجميع...
ولعلّي هنا لا أستطيع أن أعبر عما يختلج في صدري، حيث لا تكفي الكلمات لسرد محاسن ذلك الرجل وأخلاقه، كان -يرحمه الله- صاحب فكر نير وحضور مميز يثري كل لقاء يحضره من خلال أطروحاته التي تتميز بالإبداع والرؤية الثاقبة وقدرته العالية على استشراف الكثير من الأمور بكل جدارة واقتدار، ولهذه الصفات أولته قيادتنا الرشيدة الثقة وتقلد العديد من المناصب المهمة كان من أهمها مديراً لجامعة الملك عبدالعزيز ثم وزيراً للإعلام بالإضافة إلى عدد كبير من المهام والمسؤوليات التي كلف بها -يرحمه الله- من قبل القيادة الرشيدة، وقد أسس بعد توليه وزارة الإعلام البنية التحتية للإعلام ووسائله المختلفة المقرؤة والمسموعة والمرئية، وشهد قطاع الإعلام في عهده الكثير من التطور والتقدم وتحديث العديد من الأنظمة الإعلامية لتواكب التطور المتسارع في العالم..
محمد عبده يماني، الإنسان والأديب والمثقف والأكاديمي والمسؤول والوزير ورجل الدولة، حزمة كبيرة من الألقاب التي سعت للظفر بهذا «الرجل»، وكان مبدعاً في كل منها.
تشرفت بمعرفة الراحل الكبير منذ سنوات طويلة حيث إنني خريج جامعة (كورنيل) بالولايات المتحدة الأمريكية التي تخرج منها الفقيد يرحمه الله... وكان بيننا لقاءات عديدة وتواصل وحوارات وعلاقة كانت متميزة استمرت منذ لقائي الأول به وحتى رحيله -رحمه الله-، وكنت في كل مرة ألقاه ازداد به إعجاباً ودهشة وحباً لهذه الشخصية الأخاذة التي تتمتع برقي في الفكر والحوار..وكنا نتبادل الحوار والأفكار ووجهات النظر في أمور شتى أكاديمية واجتماعية واقتصادية وأستمع منه لتوجيهات الخبير والمفكر، كما ساهم -يرحمه الله- بدور فاعل في أعمال البر والخير رغم ارتباطاته العلمية والعملية، وكان له دور كبير ومميز -يرحمه الله- في تأسيس وتفعيل أدوار العديد من الجمعيات الخيرية والإنسانية وأولاها الكثير من اهتمامه ووقته وجهده وماله، جعل الله تلك الأعمال الخيرة التي قام بها الفقيد في ميزان أعماله ورحمه رحمة واسعة وغفر له وقد رحل تاركاً إرثاً غنياً لا ينضب من علم وقيم وتحفيز همم.
وفي الختام أقدم عزائي ومواساتي لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ولعائلته الكريمة وأبنائه وبناته وأسرة اليماني كافة. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
مدير جامعة حائل