|
بعثةالجزيرة- مكة المكرمة
كشف معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري عن استحداث نظام إنذار متكامل ضد المخاطر يعمل بأحدث التقنيات يغطي مناطق المملكة، مؤكداً على أنه تم رفع ملف متكامل لمقام وزارة الداخلية يتضمن كافة المعلومات عن هذا النظام ليرى النور قريباً.
وأشار الفريق التويجري عن تصريح خلال حضوره لخطة الفرضية لمواجهة مخاطر السيول بمكة والمشاعر المقدسة التي نفذتها قوات الدفاع المدني وعدد من الجهات الحكومية صباح أمس بحضور قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء سليمان بن عبدالله العمرو وعدد كبير من قيادات قوات الدفاع المدني، إلى سعي الدفاع المدني السعودي للحصول على سلالم عالية يصل ارتفاعها إلى أكثر من 40 طابقاً للتعامل مع حوادث الأبراج، مؤكداً أنه يجري حالياً التنسيق مع الشركة الفنلندية المصنعة لهذه السلالم لزيادة مقومات الأمان في استخدامها.
وأضاف الفريق أن الدفاع المدني، يسير وفق خطة واضحة في تحديث إمكانياته من الأنظمة والمعدات الفنية، بما يواكب كل تطور في المنشآت، بالإضافة إلى إجراءات تأمين المساكن والأبراج من الداخل بأنظمة الإنذار والإطفاء الآلي والسلامة، وتدريب مسؤولي السلامة بها، وقال مدير عام الدفاع المدني إن الاجتهاد في تنفيذ خطط الحج لا يكون بشكل عشوائي وإنما في إطار رؤية شاملة ووفق أسس علمية تضمن -بمشيئة الله تعالى- نجاح هذا الاجتهاد.
هذا وقد شملت الخطة الفرضية كافة أحياء مكة المكرمة، بالإضافة إلى عدد من المناطق المعرضة لمخاطر السيول المنقولة من مرتفعات الشفا إلى وادي نعمان مثل جامعة أم القرى وقرية الهاوة والحسينية، بهدف رفع درجة الاستعداد والتهيؤ من قبل جميع الجهات المشاركة في تنفيذ خطة مواجهة مخاطر الأمطار والسيول، لتوفير أقصى درجات السلامة وحماية الأرواح في حال سقوط أمطار غزيرة, وتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية، وسرعة التدخل للقيام بأعمال الإنقاذ والإخلاء والإيواء والإسعاف في المواقع المتضررة، وصولاً إلى مرحلة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.
وتضمنت الخطة الفرضية التي شارك فيها عدد كبير من وحدات وفرق الدفاع المدني, على الاستعدادات لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول في مرحلة ما قبل الحدث، والتي تبدأ فور ورود تنبيه لعمليات الدفاع المدني من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن احتمالية هطول أمطار غزيرة على مكة المكرمة والمشاعر، لنتولى غرفة عمليات الدفاع المدني بدورها تمرير هذه المعلومات إلى قيادة قوات الدفاع المدني بالحج ومدير الدفاع المدني بمكة, وكافة الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ خطة مواجهة الأمطار والسيول، لتقوم كل جهة من هذه الجهات برفع درجة الاستعداد وتهيئة إمكاناتها البشرية والآلية لأداء المهام المنوطة بها.
وتواصلت الاستعدادات في مرحلة سقوط الأمطار، بورود تحذير من هيئة الأرصاد يفيد بتزايد احتمالات سقوط أمطار غزيرة حيث يتم تمرير هذا التحذير من عمليات الدفاع المدني إلى قيادة قوات الدفاع المدني بالحج ومديرية الدفاع المدني بمكة، ومدراء مراكز الدفاع المدني والحماية المدنية والسلامة، وكافة الجهات الحكومية، لتبدأ على الفور عملية نشر الفرق والوحدات الميدانية البشرية والآلية في جميع المناطق بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبدء بث رسائل تحذيرية عبر التلفزيون والإذاعة.
أما المرحلة الثانية من خطة مواجهة مخاطر الأمطار والسيول في مكة والمشاعر، فبدأت مع ورود أول بلاغ لعمليات الدفاع المدني عن هطول أمطار غزيرة لتبدأ الفرق الميدانية التابعة للدفاع المدني والجهات الحكومية المعنية في التمركز بالمواقع الأكثر عرضة للمخاطر، وفتح قنوات تصريف المياه وإزالة كافة العوالق بها.
ويوجه مدير الدفاع المدني بتشغيل غرفة التنسيق من قبل أقسام الحماية المدنية والإعلان عن بلاغ طبي «باللون الأصفر» وتمرير البلاغ للشؤون الصحية والهلال الأحمر والفرق الطبية والإسعافية، وبدء العمليات الميدانية لإنقاذ العالقين والمحتجزين في مناطق السيول، بينما يوجه مدير شعبة العمليات كافة المراكز التي تمتلك أجهزة قياس الأمطار بأخذ القرارات على مدار الساعة وتزويد غرفة العمليات بأي قرارات تفيد في التعامل مع الموقف.
وفي حال ورود أي بلاغات من مراكز الدفاع المدني بأحياء العاصمة المقدسة عن ارتفاع منسوب المياه فوق (30 ملم) يتم توجيه الفرق الميدانية إلى مواقع الإسناد الآلي والبشري إلى المواقع المتضررة.، والتي شملت أثناء تنفيذ الفرضية الطريق الدائري الثالث، ومخططات النسيم والعوالي، والزاهر، ومنطقة أسفل كوبري جامعة أم القرى وشارع الحج وطريق مكة جدة القديم، ومناطق الشهداء والمعيصم وجبل النور.
وتبدأ إجراءات منع السيارات والأشخاص من الدخول إلى هذه المواقع أو مجاري السيول وإرسال رسائل تحذيرية للمواطنين عبر الأبراج القريبة من المناطق الخطرة.
وتلقت عمليات الدفاع المدني بلاغاً افتراضياً أثناء تنفيذ الخطة الفرضية عن وجود أمطار غزيرة على جبال الشفا, أدت إلى سيول جارفة منقولة عبر «وادي النعمان» قد تحدث أضراراً بالغة على المناطق القريبة منها، لتبدأ عمليات الدفاع المدني تمرير هذا البلاغ لقيادة القوات المشاركة في الحج, ومدير جامعة أم القرى ومدير مشروع قطار المشاعر، وتوجيه صافرات الإنذار المتنقلة إلى المناطق الواقعة على جانبي وادي «نعمان» وبث رسائل تحذيرية عبر وسائل الإعلام بالابتعاد عن مجرى الوادي، وتكثيف الدوريات الأمنية وأمن الطرق لمنع السيارات من الاقتراب من مجرى الوادي، وإيجاد الطرق البديلة والمناسبة، وإرسال المعدات والفرق الميدانية إلى مواقع الإسناد الآلي القريبة من الموقع.
وتكليف قيادة قوات الدفاع المدني بالحج بإرسال طائرات لمسح المناطق المتضررة وتحديد المواقع الأكثر عرضة لمخاطر السيول, ليتولى قيادة الدفاع المدني إعلان بلاغ طبي باللون الأحمر، وتبدأ أركان الحماية المدنية بإنشاء مناطق الفرز الطبي بالقرب من المواقع المتضررة وتوجيه الفرق الطبية والإسعافية إلى هذه المناطق لتنفيذ خطة الإخلاء الطبي.
واحتوت الخطة الفرضية أيضا على التعامل مع احتمالات انغمار قرية «الهاوة» بمياه السيول، حيث توجهت الفرق الميدانية وطائرات الدفاع المدني للقيام بأعمال الإنقاذ والإخلاء الجوي إلى مواقع الإسناد، ونقل أعداد كبيرة من سكان المناطق المتضررة بالباحات إلى مراكز الإيواء وإنشاء منطقة للإخلاء الطبي، ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، وتنفيذ خطة الإغاثة وفق بيانات دقيقة عن عدد المتضررين والمصابين.
وأمكن من خلال الخطة الافتراضية إنقاذ أكثر من 250 شخصاً ممن احتجزتهم السيول في المناطق المتضررة، ونقل ما يزيد عن 100 مصاب إلى مناطق الإخلاء الطبي، منهم 50 شخصاً تم إخلاؤهم باستخدام الطائرات، واستقبال أكثر من 350 متضرراً لمعسكرات الإيواء.
وتحسباً لاحتمال ارتفاع مياه السيول لأكثر من مترين، وتجاوزها للحواجز الخراسانية لجامعة أم القرى، وتضمنت الفرضية عدداً من الإجراءات تشمل إخلاء الطلاب والعاملين بالجامعة بأسرع وقت وتحريك الفرق الطبية والإسعافية لنقل المصابين والبدء في عمليات الإنقاذ.