أكد الدكتور سعيد الفهيدان استشاري أول طب وجراحة العيون بمركز ابن رشد الطبي إن زراعة القرنية الجزئية توافق الأطباء على أنها أفضل بكثير من زراعة القرنية الكاملة، منوهاً إلى أن الصعوبة التي تواجه الجراح عند إجرائها تتمثل في المحافظة على الجزء الرقيق جداً المتبقي من قرنية المريض ولا سيما مع مرور مشرط الجراح عليها مراراً خلال إجراء العملية موضحاً إن زراعة ا لقرنية الجزئية تعد أصعب بكثير من زراعة القرنية الكاملة.
وقال الفهيدان إن إصابات القرنية المخروطية بتمزق بطانتها قد يحول دون إمكانية زراعة القرنية الجزئية. مشيراً إلى أن زراعة القرنية الجزئية يمثل نوعاً من التحدي الذي يواجه طبيب العيون الجراح نظراً لأنها تحتاج إلى مهارة عالية ودقة متناهية يجب أن يتمتع بها لإجراء العملية ليتسنى للمريض أن ينعم بعدها برؤية ثاقبة وسلامة تدوم مدى الحياة.
وكشف الدكتور الفهيدان ان زراعة القرنية الجزئية لا يحتاج إلى تطور تقني بقدر ما تحتاج إلى مهارة ودقة واجادة الطبيب الجراح بالدرجة الأولى، لأن الطبيب لا يستخدم عند إجرائها سوى أنامله ومشرطه.
وأضاف الفهيدان قائلاً: إنه قد أجرى العديد من عمليات زراعة القرنية الجزئية التي حققت نتائج باهرة استدعت منه عرض هذه النتائج على مؤتمرات طبيبة وورش عمل متخصصة إضافة إلى أنه يقوم بتدريسها في عدد من الجامعات العربية.
وسوف يقوم الفهيدان بعرض نتائج العمليات التي أجراها في مؤتمر جامعة الملك فيصل بالدمام، الذي سيعقد في ديسمبر القادم وسيعرض هذه النتائج أيضاً في المؤتمر الذي تنوي عقده الجمعية الأوروبية لطب العيون.
يذكر أن عملية زراعة القرنية الجزئية يتم إجراؤها لعلاج مرض القرنية المخروطية، الذي ينتشر عند فئة كبيرة من الشباب ما بين 15-30 سنة ومن هنا تأتي خطورة هذا المرض، الذي ترجع مسبباته إلى أمور وراثية وأخرى خاصة بالحساسية وخاصة حساسية الرمد الربيعي Vernal Keratocon Junctivitis والتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية خاصة في مناطق المرتفعات مثل الباحة وأبها.
ويعرف الفهيدان مرض القرنية المخروطية بأنه عبارة عن زيادة في تحدب قرنية العين يؤدي ضعف شديد في الرؤية وصعوبة قيادة السيارة ليلاً نظراً لظهور حالات مزعجة حول أضواء السيارات المقابلة بما يسب تشوشاً كبيراً.
ويؤكد د. سعيد الفهيدان إن زراعة القرنية تمثل الحل النهائي لعلاج الحالات المتقدمة من القرنية المخروطية، مشيراً إلى أن رفض الجسم للقرنية المزروعة يعد أهم ما يزعج الطبيب والمريض على حد سواء، من هنا نشأت فكرة زراعة القرنية الجزئية والتي تعنى بها زراعة 90% من القرنية المتبرع بها والمحافظة على 10% من قرنية المريض والتي تحتوي على بطانة القرنية بما فيها خلالا الاندوثيليوم End otheluom وغشاء ديسميت Descemet الأمر الذي يقلص نسبة الرفض إلى أقل من 10% بالإضافة إلى أن القرنية تكتسب متانة وقوة ضد الإصابة المباشرة للعين وبالأخص في حوادث السيارات.
الجدير بالذكر أن الدكتور سعيد بن مفلح الفهيدان استشاري أول طب وجراحة العيون تخصص دقيق في القرنية وجراحة الماء الأبيض والليزك، بعد من الخبرات الوطنية والعالمية المرموقة في هذا المجال والذي تخرجت على يديه أجيال في هذا التخصص نهلت من خبراته التي يقدمها عبر تدريسه بالجامعات السعودية والعربية وتدريبه لطلبة الماجستير والدكتوراه.