في عدد الجزيرة 13914 تاريخ 25 من ذي القعدة 1431هـ قرأت ما كتبه محمد عبدالله الفوزان بعنوان نماذج من شجاعة النساء المسلمات العربيات تعقيباً على ما كتبته شلوى بنت صالح المظيبري من عقلة الصقور عن الذئب المسعور... وتحدث الأخ محمد عن شجاعة المرأة المسلمة واستشهد بشجاعة صفية عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيامها بقتل يهودي بعمود من الخشب يوم الخندق كان يحوم حول المكان الذي فيه عدد من النسوة فهذه القصة التي استشهد بها سندها ضعيف حسبما جاء في السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث للدكتور علي محمد الصلابي وكما جاء في صحيح السيرة النبوية وكما جاء في غزوة الأحزاب للدكتور أبوفارس، وملخص هذه القصة أن صفية -رضي الله عنها- قالت لحسان بن ثابت: إن هذا اليهودي يطيف بالحصن كما نرى ولا آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود وقد شغل عنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فانزل إليه واقتله، فقال: يغفر الله لك يا بنت عبدالمطلب والله لقد عرفت ماأنا بصاحب هذا، قالت صفية: فلما قال ذلك احتجزت عموداً ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته ثم رجعت فقلت يا حسان انزل فاستلِبه فإنه لم يمنعني أن أستلبه إلا أنه رجل فقال: مالي بسلبه من حاجة يا بنت عبدالمطلب. فبهذا الإسناد فالخبر ليس مسنداً، لا يصح ولا يجوز أن يروى ففيه إساءة لهذا الصحابي الذي كان ينافح عن دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولو كان حسان -رضي الله عنه- جباناً لهجاه أعداؤه بهذه الخصلة الذميمة لا سيما من الذين كان يهجوهم وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤيده ويدعو له ويشجعه على هجاء زعماء المشركين. بعد هذا فعلى الأخ محمد أن يتأكد من نقل أي خبر قبل نشره والله الموفق.
محمد فهد العتيق - الرياض