تقليدا للأجداد في حساب السنوات وتسميتها فإنه يمكن أن نسمي هذه السنة والتي ستطوي صفحتها قريبا، بسنة رفع الأسعار! فخلال هذا العام تنافس التجار بمختلف تصنيفاتهم للممارسة هوايتهم القديمة في رفع السعر طبعا البطولة المطلقة كانت لتجار وموردي الرز بسبب خبرتهم السابقة، لكن تلك الخبرة لم تشفع لهم بأن يكون لديهم (التكتيك) المطلوب في رفع السعر، فطريقتهم كانت مفاجئة وقفزت بالسعر إلى مبالغ كبيرة مما لفت الأنظار إليهم! واستفاد زملاؤهم تجار المواد الغذائية الأخرى مما حصل لذلك فقد استطاعوا أن يرفعوا أسعار الحليب والمعلبات والزيت والهيل والسكر وغيرها بدون ضجيج يذكر، أيضا حقق موردو قطع غيار السيارات مكاسب خرافية خلال هذا العام، فالكثير من القطع (دبلت أسعارها)!! بل وارتفع سعرها (نسبة) حتى وإن كانت سلع مقلدة !! ياليت بعض الأسهم (تقلدها)!!
مثال آخر وهم تجار الأدوية والذين حققوا ما يصبون إليه بكل هدوء؛ فالأدوية يحتاجها المواطن كالغذاء بعدما أصاب التلوث والغش ما يأكل وما يشرب لذلك انتعشت سوق الدواء! تجار مواد البناء والعقاريون وأصحاب المخططات ضاعفوا الأسعار حتى أصبح بناء مسكن أحد المستحيلات الأربعة بعد الغول والعنقاء والخل الوفي ! ولذلك فكثير من المواطنين أقلع (نهائيا) عن التفكير بأنه يوما ما سوف يحقق حلمه بامتلاك بيت العمر! (المستهلك) الذي تقول عدة جمعيات بأنها جاءت ل (تحميه) وتذود عنه لم يستفد من تلك الجمعيات فمازال السعر يتجه للأعلى! ومازال يحاصره التجار في (حلبة) أدخل فيها عنوة يحاصر في زاوية ينتظر تدخل جمعيات المستهلك ووزارة التجارة ! وما يزال المستهلك في حالة ذهول مما يجري وهو يسبح في وسط موجات من الجشع كل موجة تأتي لتسلمه لمن تأتي بعدها، لكنها موجات ليست عنيفة مثلما كانت موجة غلاء الرز والتي لفتت الأنظار إلى (تكتيكات) ومخططات التجار والموردين !!
لذلك فإنه من المتوقع أن يقوم بقية التجار والموردين بإعطاء تجار الرز دورات مكثفة مثل دورة (رفع الأسعار دون لفت الأنظار) أو دورة (كيف ترفع الرز والشعير بأسلوب سهل ويسير) أو دورة (ارفع الأسعار في الليل وليس في النهار) ومن المتوقع أن تعقد تلك الدورات في معقل التجار (الغرفة التجارية) بغية توحيد الصف والكلمة! هناك من التجار من رفع الأسعار ولكن بطريقة (تجميع) النقاط وبإضافة نصف وربع ريال حتى رفعوا أسعار منتجاتهم وسلعهم والتي جرت كما يجري الماء تحت (التبن) مما يدل على ذكاء وحنكة سيحتاجها القادمون الجدد لحلبة رفع الأسعار، المؤسف أن ما يجري فوق الحلبة وينقل على الهواء مباشرة فيه مخالفة لقوانين مثل هذه المباريات لأنها تجرى بدون (حكم) يمنع ضرب الضحية تحت الحزام أو يتلقى الضربات وهو ملقى على الأرض، لذلك فالحلبة ونتائجها ليست قانونية ويجب أن يعاد فيها النظر !!