المتابع لمناحي التطور الشامل في المملكة العربية السعودية خلال العقود الأخيرة، يلمس حجم الإنفاق على هذه التنمية الشاملة في بلادنا، لترتقي إلى المكانة المناسبة واللائقة بها.. وقد أدهش هذا التطور والتوسع العمراني، والنمو الشامل، جلّ الاقتصاديين والمعنيين بالنمو العمراني، من هيئات ومؤسسات وأفراد، وسجلت المملكة العربية السعودية اسمها مع دول أخرى في قائمة البلدان الأكثر نمواً وعمراناً، وتحقق فيها من التوسع والازدياد والانتشار ما لم يتحقق في أعوام مضاعفة في بلدان أخرى.
والازدياد في النمو والمنجزات الحضارية للمملكة، التي تنقلها وسائل الإعلام عن المملكة، والمشاريع الإنسانية الخيرية التي تحتضنها المملكة، وتبادر فيها عند النكبات والأزمات، هي الأخرى أعطت انطباعاً حسناً لدى شريحة كبيرة من سكان الكرة الأرضية.. ولا سيما أن العالم أصبح قرية صغيرة بما أسهمت به القنوات الفضائية، ووسائل الاتصال الحديثة من إنترنت وغيرها، وأصبح القارئ والمشاهد يستطيع التعرف على هذه المنجزات بأقل جهد ووقت، كما أسهمت بعض الأعمال الإنسانية كعمليات فصل التوائم، سمعة طيبة وحسنة لبلادنا في بلدان عديدة.. ولا سيما أن بعض هذه العمليات تُنقل عبر الهواء مباشرة من خلال القنوات الفضائية المحلية، أو القنوات الأجنبية، وإن كانت الجهود الإعلامية حتى الآن في التعريف بمنجزات المملكة لم تصل إلى الحد المقنع!!
والزائر للمملكة العربية السعودية للعمل، أو للحج والعمرة، أو للعمل التجاري، يلمس عن قرب الشيء الكثير الذي لا يمكن للإعلام أن ينقله و»ليس من رأى كمن سمع»، بل إن بعض الزائرين من الحجاج والمعتمرين يصابون بالدهشة حينما يرون المنجزات والأعمال الجبارة التي بذلت في تطوير مرافق الحرمين الشريفين، وما يقدم للزوار والحجاج والمعتمرين من خدمات عبر منظومة متكاملة لكافة أجهزة الدولة، وقطاعاتها المدنية والعسكرية، وتتصحح بعض الصورة المغلوطة عن بلادنا من قبل المشوشين.
وفي المقابل قد نرى أن هذه الصورة الجميلة، قد يعتريها ما يخدشها بتصرف غير مسؤول قولاً أو فعلاً من أي موظف حكومي أو خاص، له صلة مباشرة بهؤلاء الزائرين، سواء عند القدوم أو خلال فترة الزيارة، فتنطمس جميع الصور الجميلة، ولا يبقى سوى هذه الصورة السلبية الناتجة عن تصرف «أخرق» سلبي مع الضيوف.
وحتى يكتمل بناء الصورة الذهنية الجميلة عن بلادنا الغالية على الجميع، أتمنى أن تبادر جميع الجهات ذات العلاقة بمنح منسوبيها دورات خاصة في فن التعامل مع ضيوف المملكة والزوار، على غرار الدورات التي تقيمها بعض الشركات في القطاع الخاص في فن التسويق، وفن التعامل مع الجمهور، وإنني على ثقة أن هذا الأمر لم يغب عن أذهان المسؤولين في هذه القطاعات جميعاً، وإنما هو التذكير، وأود التأكيد أيضاً على أن الصورة الذهنية تتقدم وتبنى دائماً في الانطباع الأول في أول ما يصادف الزائر، وخصوصاً العاملين في المطارات، وكافة الأجهزة العاملة.. فأتمنى أن تزرع الابتسامة في وجوه جميع العاملين، وإحسان التعامل بالكلمة الطيبة، والابتسامة والبشاشة، ورد الفعل الإيجابي، حتى وإن تصرف الزائر بالسلب بإرادته، أو عن جهل.. والله من وراء القصد.