فاصلة:
(في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين)
«حكمة لاتينية»
أكثر ما يشغل تفكيرنا منذ أن تطأ أقدامنا البلاد التي اخترناها لنتعلم لغتها هو كيف يمكن لنا إتقان اللغة فالوقت محدود لتعلمها حتى نبدأ بعد ذلك إلى الالتحاق بالدراسة في الجامعة.
الشباب الذين درسوا في المدارس الأهلية لا يواجهون صعوبة في تحصيل درجة اختبار «الايلتس» أو «التوفل» نظرا لأنهم تعلموا اللغة بوسائل حديثة
أما الذين درسوا في المدارس الحكومية فالله معهم حيث في الوقت الذي ما زالت وزارة التربية والتعليم غير قادرة على اتخاذ قرارها بالبدء في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال في المرحلة الابتدائية نرى نتائج تأخير هذا القرار في تعثّر كثير من الطلاب خريجي المدارس الحكومية والذين لم يدرسوا اللغة الإنجليزية إلا في المرحلة الإعدادية أو الثانوية والمشكلة أنه تعليم لا يستند على منهج قوي لتعلم هذه اللغة.
على ما أذكر يوم كنت في المدرسة الثانوية كانت المعلمة تدرسنا اللغة بطريقة البصم أي تقرأ ونحن نردد وراءها الجمل التي لم نكن نفهمها.
طريقة البصم هذه تحدثت عنها باحثة تربوية لبنانية انتقدت طريقة التعليم في بلادها وهي أي الطريقة فيما يبدو معمّمة على البلدان العربية في مناهج التعليم لديها.
لذلك من يأتي إلى معاهد اللغة الإنجليزية في بلادها دون أن يعرف حتى أحرفها فهو محظوظ حيث سيدرس قواعد اللغة بطريقة صحيحة ولن تكون لديه خلفية مشوهة عن اللغة لذلك سيتشرب قواعدها كما يفعل الأطفال الصغار بعفوية وانسياب.
بينما الذين درسوا بعضا من قواعد هذه اللغة في المدارس الحكومية فسيعانون كثيرا لأنهم وإن كانوا يعرفون كيف يتحدثون ويكتبون ويقرؤون إلا أنهم سيكتشفون أن كل ما تعلموه في المدارس لا يشابه ما تقدمه معاهد اللغة في بريطانيا مثلا.
من أهم الأخطاء أن تعليم اللغة الإنجليزية القديم في السعودية لم يكن يعتمد لغة الصوت فبالتالي لا يمكن للإنسان أن يقرأ الكلمة لأنه لا يعرف صوت الحروف، وهذه النقطة مهمة جداً في إتقان مهارة القراءة.
كما أن مدارسنا في ذلك الوقت لم تكن تهتم بمهارة الاستماع والتي هي من أهم المهارات المرتبطة بمهارة التحدث.
من المهم إذا أردنا أن نتقن مهارة اللغة الإنجليزية أن نغسل أدمغتنا مما تعلمناه سابقا لنستطيع أن نتعلم مهارة جديدة تؤهلنا لتحقيق آمالنا وطموحاتنا.
أما السبب الأول في إتقان أي مهارة فهو الدافعية والإرادة والتي نحتاج لتحقيقهما ترديد الرسائل الإيجابية والبعد عما يحبط النفس المتوثبة لكل جديد.