طبيعي جداً في كرة القدم أن تخسر وتخرج من بطولة قارية وأمام جماهير ناديك.. وطبيعي جداً أن تكون الخسارة مؤلمة.. هذا هو حال كرة القدم؛ فبرشلونة بطل السداسية بالموسم قبل الماضي خرج العام الماضي أمام انترميلان بنفس الطريقة التي خرج الهلال منها، نعم خسر الهلال وقد يظن البعض أن الهلال سيضيع وسيدخل في دوامة كما حدث لغيره، ولكن الذي يعرف الهلال جيداً لابد أنه يعي أن الهلال وكعادته عندما تحدث له هزة يعود أكثر قوة وذلك بفضل رجال أخلصوا بولائهم للزعيم.

عندما نعود بالذاكرة للعام 1415هـ حينما خسر الهلال أمام النصر بنهائي الدوري في المباراة الشهيرة وكيف عاد الهلال أقوى من ذي قبل وحقق البطولات بمختلف أسمائها سنعلم أن الهلال ليس كغيره من الأندية.

يجذبني الحديث دائما عن الأمير عبدالرحمن بن مساعد.. شبيه الريح الإنسان، شبيه الريح الأمير المتواضع. أتى هذا الرجل للرياضة لمحاولة إحداث مفهوم التنافس الشريف والروح الرياضية وعلى الرغم من محاولة البعض لاستفزازه إلا أن رئيس الهلال كعادته وعادة من قبله ممن يرأس هذا النادي الكبير يجعلون الرد على تلك الاستفزازات عبر المستطيل الأخضر. يعرف عشاق الفريق الأزرق أن الرئيس الهلالي قدم الكثير والكثير من أجل الهلال وهم بلا شك يثمنون له كل الجهود الجبارة، وأعتقد أن الأمير عبدالرحمن يعرف ويعي تماماً أن الهلاليين لا يريدون خروجه، فهو القلب النابض للهلال في هذه المرحلة وهو بعد الله الذي باستطاعته إخراج الهلال من هذه الضغوطات والعودة لهلال أفضل مما كان.

التفاف أعضاء شرف نادي الهلال بالسراء والضراء يعكس سر الزعامة الهلالية وحال لسان كل مشجع هلالي: (الله لا يغير علينا).

بإمكان الإدارة الهلالية جعل الخروج من البطولة الآسيوية انطلاقة حقيقية متى ما درست ايجابيات وسلبيات عملها واستفادت من الدرس جيداً. يقول الفيلسوف الأمريكي والأديب رالف والدو امريسون: (ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح).

نايف السبيعي - المملكة المتحدة