من المتعارف والمتفق عليه أن هناك نادياً وهناك فريق، والفرق بينهما أن النادي لكل الألعاب أم الفريق فلديه لعبة واحدة؛ فالهلال والأهلي على سبيل المثال هما أصحاب الريادة في أغلب الألعاب ويحققون البطولات على المستوى المحلي والخارجي فيها، وهناك أندية من أصحاب اللعبة الواحدة، نادي النصر على سبيل المثال الذي يطلق عليه محبوه لقب (العالمي) لا شك أن هذا اللقب صار وبالاً عليه؛ فمنذ تأهله -وهو التأهل المشكوك فيه- وهو صائم عن البطولات حتى أنه في سنة من السنوات لم يحقق أي منجز في كل الألعاب، ومع ذلك مازالوا يتغنون بذلك اللقب، وكأن الشاعر البكري عناهم حين قال:

ألهى بني تغلبٍ عن كل مكرمةٍ

قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثوم

ومن النَوَك إقامة احتفال بمرور عشر سنوات على هذه البطولة وتحقيق مركز متأخر ضمن ثمانية فرق تشارك في بطولة تجريبية، فأقول أنا وبالله التوفيق:

ليس الفتى من قال كان أبي

إن الفتى من قال ها أنا ذا

فالنصر كان بطلاً بوجود نخبة من اللاعبين ولكن التغني بالماضي لا ينفع لأن أغلب جماهيره لم يلحقوا شيئاً من هذه البطولات ولا لاعباً من ذلك الجيل، فالأجيال الحديثة تحتاج إنجازاً آنياً يفرحون به لا (غبيباً) يتغنون به، والغبيب في اللهجة العامية هو الطعام البايت، وعودة على الاحتفال ب(الغبيب) فأنا لا أظن أنه كان بقصد النكاية بخروج الهلال من البطولة الآسيوية؛ فالهلال سبق وأن تأهل لها من قبل من الملعب، فالهدف هو تحقيق اللقب القاري المؤثر في تقييم الفرق العالمية أما بطولة أندية العالم فكما شارك فيها النصر بالترشح شارك فيها أهلي دبي الإماراتي باستضافتها، مما يعني أن الفارق في تحقيق اللقب وليس في المشاركة واحتلال مراكز المؤخرة.

وفي هذا السياق أود أن أهمس في أذن ربان السفينة الهلالية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد كمشجع هلالي ومحب لهذا الكيان ونحن نستقبل خبر عدوله عن الاستقالة بكل فرح، أقول لسموه إن خسارة بطولة مهما كان حجمها لا يعتبر نهاية المطاف بل ربما يكون حافزاً ولقاحاً للقادم، كما قال العبقري أبو الطيب المتنبي:

لعل عتْبك محمودٌ عواقبه

فربما صحت الأبدان بالعلل

فالهلال تديره أيدٍ أمينة؛ ولا غرو فإدارته وأعضاء شرفه قمم رياضية تفيض خبرة وأخلاقاً، وجمهوره عرمرمٌ لا يحتاج إلى إشادة أو تذكير فالمدرجات والإحصائيات خير شاهد على ذلك، كما قال الشاعر:

خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به

في طلعة البدرِ ما يغنيك عن زحلِ

وأخيراً وليس آخراً، الهلال لم تغب شمسه عن البطولات منذ إنشائه وحتى العام الماضي، وكأن لسان حاله كما قال حسان بن ثابت -رضي الله عنه- شاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

لنا حاضرٌ فعمٌ وبادٍ كأنه

شماريخ رضوى عزة وتكرم

عبدالعزيز عبدالله الباتلي - حريملاء