بصراحة لم أعهد أو أرَ أسوأ من مباراة النصر والاتحاد يوم الأربعاء الماضي؛ فالأحداث التي صاحبت اللقاء لم يكن لها ما يبررها حتى ولو كان كل طرف حريصا بالحصول على الصدارة فالعلاقة المميزة لا تمنع من الإثارة والبحث عن الفوز ولكن ليس بهذه الطريقة. لم أتصور أن أشاهد اللاعب الذي أعتبره من أفضل اللاعبين أداءً وسلوكاً سعود كريري أن يشوه اللقاء بالطريقة والأسلوب الذي انتهجه، كذلك من الجانب النصراوي كان اللاعب (أحمد عباس) الذي شارك ليؤدي مباراة في حلبة مصارعة وليس لعبة كرة القدم فرغم تعادل الفريقين إلا أن الخشونة الزائدة والالتحامات السيئة لم يكن لها أي مبرر وقد أعجبني هدوء محمد نور ومحاولته تهدئة زملائه حتى أن ريان بلال الذي دائماً ما أصفه باللاعب الخجول كان له نصيب من أحداث الالتحامات والاشتباكات غير المبررة.
ولن أعفي الجهازين الإداري والفني لكل من الفريقين فقد رسبا وفشلا في تهيئة اللاعبين وإشعارهم أنها مباراة دورية لا تحتاج إلى كل هذا الشحن، ولقد نبهت اللاعب (نايف هزازي) في أكثر من مناسبة بأن نجوميته وتميزه لا بد أن تقترن بالأخلاق وعدم اللجوء للعب الخشن والتحدث مع الحكام أكثر من اللازم، -عموماً- الأصفران قدما مباراة لا تليق إطلاقاً بفريقين يضمان نجوما على مستوى عالٍ من الثقافة إضافة إلى أنهم في صفوف منتخب البلد؛ فالإثارة والندية لا تتأتى من خلال سوء السلوك.
نوماً هانئاً يا لجنة الانضباط
نعم لقد طالبنا وناشدنا سمو الرئيس العام وسمو نائبه بإجراء تغييرات في جميع اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لكرة القدم ولقد تجاوب سموه بكل أريحية وقبل بالتغيير الذي حقيقية كان جيداً في عدد من اللجان ولكنه لم يكن بذلك في لجنة الانضباط مثلاً فها هو الدور الأول من الدوري يلفظ أنفاسه دون أن نلمس أي عمل إيجابي في اللجنة الموقرة فقد كانت سابقتها تتخذ الإجراء حتى ولو متأخراً وتعقد اجتماعاتها وتوضح مبررات قراراتها إلا أن هذه اللجنة لا تزال في سبات عميق فلم نشهد أن اتخذت أي قرار سوى إيقاف مدرب الاتحاد وتغريمه ولكن أين هي من تصريحات رؤساء الأندية السيئة أين هي من اللاعبين أصحاب الحركات المشينة أين هي من الجماهير التي تجاوزت الأدب العام واتهمت رئيس نادٍ برشوة الحكام هل اقتصر عملها على توجيه لفت نظر لرئيس نادي نجران أم هي لا تستطيع تطبيق النظام بحقه لأنها لم تطبقه على من قبله. إذا لم يكن هناك تطبيق كامل للأنظمة والقوانين فلماذا وضعت أصلاً ولماذا يتم تشكيل لجان لا تعمل ما هو مأمول منها ولتكون أفضل من سابقتها وليس العكس كما هو حادث الآن.
لنرتقِ بالعقل قبل الاحتراف بكلمة (أو)
هل نحن نعيش بالفعل في عصر الاحتراف؟ سؤال يخطر على لسان كل شخص يرجو ويتمنى أن يعيش الواقع ولكن لا تزال بعض العقول مع الأسف لا تعي حقيقة معنى الاحتراف إلا بالاسم فما زال المذيع الرياضي أو اللاعب أو حتى الإداري يتعامل بالأساليب القديمة أيام الملاعب الترابية فعندما ينطق اسم النادي ويريد أن يقول اسم النادي الآخر تجده لا يتردد في مقولة (أو) ممثلاً، هل سمعتوا أي معلق لا يقول النصر والهلال أو الهلال والنصر، هل سبق أن سمعتوا هذا اللفظ في أي بلد سواء خليجيا أو عربيا أو أوروبيا ولكنها فقط لدينا؛ فثقافة مجتمعنا الرياضي الذي لا يزال مع الأسف يعيش حساسية غير مبررة ولا يمكن أن تواكب عصر الاحتراف الذي لا نزال نجاهد حتى نصل أو نقتنع أن لدينا احترافا حقيقيا.
نقاط للتأمل
سجل الجمهور النصراوي حضورا متميزا وغير مستغرب في لقاء الأربعاء أمام الاتحاد وكان هو أجمل ما في المباراة بتفاعله ورقيه ومساندته للاعبين والرفع من معنوياتهم.
لا يزال الفريق النصراوي يفتقد إلى التنظيم الدفاعي والضعف في الجهة اليمنى وهو أحد أسباب نزيف النقاط بالتعادل أمام الفرق مع تفوق باقي الخطوط.
بعد فسخ عقد شركة ماسا وإسناد التسويق للشريك الإستراتيجي للعالمي تغير كل شيء حتى السيولة توفرت ودفعت جميع الالتزامات المالية التي على الإدارة.
تسجل لإدارة الأمير فيصل بن تركي وقد تكون المرة الأولى منذ زمن ليس بالقصير تسليم اللاعبين جميع مستحقاتهم حتى شهر ذي القعدة وهذا سر تفوق الفريق والفوز بالخمسة فهل يعود الزمن الجميل؟
الآن اتضحت الرؤية خلف ما يحدث في الأهلي من سنوات فبالله عليكم أحد يفرط في نايف قاضي ومحمد عيد ويفتح دفاعه حتى أصبح ممراً سهلا لجميع الفرق فالتفريط دائماً سهل ولكن إيجاد البديل صعب.
ما حصل من اللاعب نايف هزازي ودخوله الخشن على أحمد الدوخي يجب أن يكون لإدارة ناديه موقف من هذا التصرف المشين والخارج عن الروح الرياضية.
هل بالفعل بدأت الحرب من جديد في نادي الاتحاد وهل نعت المشرف (بالسواق) تليق برجل يعمل بإخلاص وحب لكيان تدار المؤامرات له من الخلف.
أسأل الله الذي لا تضيع ودائعه أن يقبل من الحجاج حجهم ويحفظهم ويعودوا سالمين لأهلهم وأوطانهم ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.