دخول الوسمي في بلادنا علامة خير، ويدل على أن موعد هطول الأمطار قد حانت بدايته.
وهطول الأمطار وإن كان فيه خير كثير للعباد والبلاد، إلا أنه قد لا يخلو من الأضرار عندما تزيد كمية الأمطار عن حدها الطبيعي مع عدم وجود استعداد كامل لها، ولذلك فإن دعاء الاستغاثة عند تأخر هطول الأمطار تضمن الجانبين الإيجابي والسلبي للأمطار، ........
حيث تضمن بأن يكون المطر المستغاث من أجله سقيا رحمة لا سقيا عذاب.
ونحن نتذكر جميعاً ما حصل منذ سنتين في محافظة جدة عندما زادت كمية الأمطار عن المعتاد، وغمرت المياه بعض الأحياء فيها وحصلت أضرار بشرية ومادية أدى إلى صدور التوجيه السامي بالتحقيق في الموضوع ومحاسبة المقصرين باعتبار أن ما حصل يتنافى مع الاعتمادات المالية الكبيرة التي تقرر للمشاريع البلدية والتي تزيد عن مثيلاتها في بعض الدول التي تتعرض لهطول الأمطار بصورة مستمرة. كما نتذكر ما يحصل في العاصمة الرياض عندما تزيد كمية الأمطار من انتشار بحيرات الأمطار في الأحياء والأنفاق.
والمؤمل أن يكون ما حصل من سلبيات بسبب تزايد كمية الأمطار مصدراً للجهات المعنية في الأمانات والبلديات لإعداد الخطط والدراسات التي من شأنها تلافي السلبيات التي قد تحصل بسبب زيادة كمية الأمطار، وذلك بالعمل على جاهزية مجاري السيول، ووضع الاحتياطات اللازمة للأحياء القريبة من الأودية التي تعتبر ممراً للسيول، وإعداد الإمكانيات اللازمة في البلديات والدفاع المدني والصحة لمواجهة أي طارئ، وأن تكون الاستعدادات تفوق التوقعات، إضافة إلى استشعار المسؤولية اللازمة في هذا الصدد بما يتمشى مع توجيهات قائد المسيرة -أيده الله- فإخلاص الموظفين ومتابعة رؤسائهم يعد عاملاً مهماً في هذا الجانب، فالأمر لا يحتاج أكثر من جدية الموظفين وإخلاصهم ونزاهتهم ومتابعة المسؤولين لذلك مكتبياً وميدانياً، باعتبار أن الإمكانيات المالية موجودة ومعتمدة للجهات المعنية، وأن الدولة حريصة على توفر مبدأ النزاهة والإخلاص من الموظفين والمشرفين، ولذلك فإنه يوجد سعي نحو تطوير الأجهزة الرقابية وإجراءاتها وأنظمتها لكي يساعد ذلك على متابعة المخالفات الإدارية والمالية في هذا المجال وسواه وتقويم أداء الأجهزة الحكومية.
Asunaidi@mcs.gov.sa