الحج تجارة وهناك جانب اقتصادي كبير من هذه الموسم المبارك ورغم أن الحكومة لا تنظر إلى العائد المادي في كل ما تقدمه من مشاريع وخدمات سنوياً لأنها ترى في عظم وشرف المسؤولية أكبر من أن يقدر بمال لكن واقع الحج منذ الأزل انه موسم للتجارة وعرض البضائع من مختلف أصقاع الأرض هو حقيقة قائمة ومستمرة بشكلها التقليدي القديم إلى الآن والاختلاف هو بتطور وسائل النقل والاتصال وكذلك قدرة وزيادة الحجيج عن القرون السابقة لكن الظواهر التي تتكرر سنوياً سواء «البسطات» أو قيام حجاج من الخارج بعرض بضائع يأتون بها معهم هي في الحقيقة أموال كبيرة يتم تبادلها في أسواق مكة ولا نعرف إذا كانت هذه البضائع التي تدخل المملكة معهم هي في الأصل لهم أم لشركات توزعها عليهم ويقومون بإدخالها على أنها استخدام شخصي فلا يتم وضع رسوم جمركية عليها ولا يتم حتى فحصها إذا ما كانت مخالفة للمواصفات والمقاييس فبعض الحملات خصوصاً من دول شرق ووسط آسيا تأتي وهي محملة بأنواع المنتجات التي تشتهر بها تلك الدول ويتم بيع تلك البضائع دون أن يكون هناك تعامل على أساس تجاري معها فهي دخلت للمملكة لكي تباع ولكنها بنفس الوقت لم يطبق عليها ما يتم على أي سلعة تستورد لغرض البيع التجاري ومن هنا فلابد أن تقوم الجهات المعنية سواء وزارة التجارة أو الجمارك العامة وغيرها من الإدارات بوضع أسس لا تسمح بدخول تلك البضائع بشكل عشوائي بل يجب أن يكون هناك تطبيق لأنظمة لا تسمح ببيعها هنا إلا بعد أن تستوفي كل ما يطبق على غيرها من البضائع والسلع، كما أن تخصيص أسواق داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة لعرض بضائع الحج التي يأتي بها الحجاج أو من يقوم ببيع البضائع عليهم سيقضي على ظواهر البيع العشوائي وسيكون له مردود مادي على البلديات يساهم في قدرتها على تحقيق دخل يسمح لها باستخدامه في تطوير المناطق الحيوية وتنظيمها حتى تكون أماكن مهيأة لممارسة التجارة وتنظيم هذا الجانب الذي يكلف الجهات المعنية الكثير من الجهد والوقت لمتابعته ومنع العشوائية في تعامل الباعة في هذا الموسم المهم بالنسبة لهم.
الحج موسم تجاري اقتصادي كبير وحجم الإيرادات التي تتحقق منه كبيرة جداً فيه تفوق بحسب بعض الدراسات ما يصل إلى 22 مليار ريال وعند حساب دورة الأموال التي تأتي منه ستكون الأرقام أكبر ونتمنى أن تقوم جهات متخصصة بدراسات وأبحاث تعطي صورة أوضح عن طبيعة تجارة الحج وإمكانية تعظيم العائد والفائدة منها فإن تنظيم وتطوير بعض الجوانب التي تؤطر لتجارة الحج لتجعل منها سوقاً تجارياً عالمياً سيكون له أثر ومردود اقتصادي كبير ينعكس على العديد من الجوانب الأخرى سواء زيادة الإنتاج وزيادة بالخدمات وكذلك ارتفاع نسبة تشغيل الأيدي العاملة السعودية سواء كعمالة دائمة أو موسمية.