الذين أكرمهم الله، وقدموا للديار المقدسة مرة أخرى ليؤدوا فريضة الحج، بعد أن أدوها في أعوام مضت، لابد وأن لاحظوا الفرق الكبير في كل شيء، في الخدمات المقدمة، في التسهيلات، في الإجراءات، في الإقامة، وتوفير سبل الراحة، والسلامة. فقد أدى ضيوف الرحمن شعائر فريضة الحج بسهولة ويسر وبتسلسل مريح؛ إذ تم تصعيدهم إلى صعيد عرفات في يوم الحج الأعظم، وبعد أن قضوا يومهم في عبادة خالصة وأدوا صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً، نفروا إلى مزدلفة التي باتوا فيها مطمئنين، عادوا إلى مقر إقامتهم في منى بعد أن قاموا برمي الحجار.
كل هذا تم في رحلة إيمانية وفي تفويج منظَّم وُضعت له الخطط وحرص المسؤولون على تنفيذها تنفيذاً دقيقاً، ساعدهم على تأدية هذا المستوى المتقدم من الأداء اكتمال المشروعات المصاحبة التي من أهمها تشغيل المرحلة الأولى لقطار المشاعر وتهوية وتكييف وصيانة وخدمات المرافق لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك، وقد تجلى هذا بوضوح تام في كل المشاعر المقدسة، فقد تم التصعيد إلى عرفة في وقت مثالي وبأسلوب حضاري، وحصل ضيوف الرحمن على ما يبتغونه في عرفات ومزدلفة، أما أكثر الأعمال وضوحاً، والتي انعكست على راحة الحجيج، فقد كان في مشعر رمي الجمرات الذي أنسى الحجاج وأنسانا جميعاً ما كان يحصل من كوارث ومآس في هذا المكان، فقد جرى كل شيء بهدوء وبسلاسة، أظهرت مدى العمل المنظم والتخطيط والنظرة المستقبلية للذين فكروا في إنشاء هذا الصرح الكبير الذي استكمل بعمل قطار المشاعر فصولاً كبيرة من الراحة المقدمة لضيوف الرحمن.
تباشير نجاح مبكر لموسم حج هذا العام يتوافق مع ما سبقه من مواسم الحج التي سجلت فيها المملكة تفوقاً على نفسها.
والحمد لله الذي مكَّن بلادنا بقيادتها التي لا تبخل على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وعلى ضيوف الرحمن، ولا تهدف من وراء ذلك إلا مرضاة الله، ولا تسعى لشكر الآخرين.
JAZPING: 9999