في زيارتنا الأخيرة إلى (نيوزيلندا), دفعنا حب الاستطلاع أن نقوم بجولة في بعض المعاهد والمدارس من جميع المراحل الدراسية وكذلك الجامعات بعد أن عرفنا أن هناك حوالي (8000) طالب وطالبة من بعثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -. وبما أن هذا العدد من الطلاب السعوديين معهم عائلاتهم وأطفالهم, لذا أردت أن أتعرف على التعليم المبكر في مرحلة الطفولة هناك لتقديم هذة المعلومة إلى مبتعثينا هناك، وإلى من يستعد للدراسة في نيوزيلندا.
يشير التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في نيوزيلندا إلى تعليم الأطفال الصغار والرضع والعناية بهم من عمر الولادة حتى عمر (ست سنوات), وتتوفر مجموعة كبيرة من خدمات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. وتدرس جميع المواد التي تعطى للأطفال بالطبع باللغة الإنجليزية في معظم الخدمات، ولكن بعض المراكز التعليمية تقدم (بيئة) يتعلم فيها الأطفال (اللغة الماورية) ولغات جزر المحيط الهادئ وغيرها.
يتزايد إدراك الحكومة النيوزلندية والمجتمع لأهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة, كما أن هذا القطاع شهد تغيراً كبيراً, فقد ازداد تنوع خدمات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة, كما ازدادت مشاركة الأهل في تعليم الأطفال النيوزلنديين الذين تبلغ أعمارهم بين سن الولادة حتى (خمس سنوات) ويشاركون في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بما في ذلك (90%) من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم (4 سنوات) وتمثل هذة الأرقام أرقاماً إجمالية, لذا فإن نسب المشاركة تتباين بالنسبة للأعراق المختلفة.
بالطبع لا تملك الحكومة النيوزيلندية ولا تقدم أو تدير خدمات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بما في ذلك (60%) من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم (ثلاث سنوات) و(98%) من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم (4 سنوات), ويركز دور الحكومة ضمن هذه الاستراتيجية على تطوير المناهج التعليمية وتنظيم معايير الحد الأدنى المقبول من الخدمات وتقديم الدعم المالي والمعنوي وتقديم خدمة تعليم ذات جودة عالية في مرحلة الطفولة المبكرة ومجموعة من المبادرات المتضمنة في الخطة الإستراتيجية.
ويقوم نظام التعليم النيوزيلندي على عدة أسس توجيهية تتضمن خدمات ملائمة ثقافياً في مرحلة الطفولة المبكرة، وكذلك التعليم الابتدائي والثانوي (المجاني) للمواطنيين النيوزيلنديين ولحاملي الإقامة النظامية الدائمة.
وتوفر الحكومة النيويلندية تعليماً عالياً عادلاً ويمكن تحمل نفقاته بمؤهلات ذات نوعية مضمونة وقابلة للنقل. كما توفر الحكومة النيوزيلندية طرقاً دراسية تتسم بالمرونة من بين الميزات المهمة، فمثلاً لا يتم تقسيم الطلاب من الجنسين أو وضعهم ضمن مدارس ذات توجهات معينة بحيث يتم من خلالها تحديد خيارات الدراسة المستقبلية..
ختاًما أتمنى التوفيق والنجاح لمبتعثينا من شباب وشابات وعائلاتهم أينما كانوا، وأخص بالذكر مبتعثينا وعائلاتهم وأطفالهم في نيوزيلندا.. وإلى حديث آخر عن الجامعات في نيوزيلندا.