لقد بات من الواضح أن المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الحج ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وسائر أجهزة الدولة تستقبل موسم الحج هذا العام 1431هـ - 2010م، وهي أكثر من أي موسم مضى على أقصى ما يقتضيه الاستعداد لمثل هذا الحدث الهام الذي تلتئم فيه الملايين من البشر في البقعة والزمان المحددين.
وكعادتها، تلتزم المملكة بتوفير أعلى درجات الخدمة لسلامة وأمن الحجاج القادمين من زوايا الكون الأربعة، من خلال ما تسخره من موارد بشرية وتنظيمية ومالية وتجهيزات جعلتها تحت تصرف مؤسساتها وأجهزتها ذات الطابع الأمني والصحي واللوجيستي والخدماتي.
وإن إدارتها موسم 1430هـ بنجاح واقتدار رغم ما كان يخيم على الموسم من أجواء التوجس مما كان سبببه - لا قدر الله - انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير (A(H1n1 عززت الثقة في النفس في الخطط والإمكانات المرصودة لمواجهة كل الاحتمالات، وهو - بلا شك - إضافة جديدة في رصيد المملكة.
إن توسعة المسعى، بعد إتمام مشروع توسعة جسر الجمرات، وجعله طوابق بعضها فوق بعض سيكون له بالغ الأثر على راحة الحجاج، كما يعتبر توسيع الساحات المحيطة بالحرم وإعادة تهيئة الطرق المؤدية إليه أمراً ضرورياً اتخذ القرار بشأنه في الوقت المناسب بالنظر إلى تزايد عدد الحجاج والعمار والزائرين وحاجتهم إلى فضاء أرحب.
وقد مثل اجتماع نحو 4 ملايين (منهم نحو 80 ألف جزائري) هذا العام في عمرة رمضان مؤشراً قوياً على قدرة المكان على استيعاب نحو هذا العدد في موسم الحج لهذه السنة.
وسيشكل انطلاق تشغيل القطار في جزئه المتعلق بالمشاعر (كمرحلة أولى) خطوة جبارة نحو فك الخناق عن البقعة الوحيدة في العالم التي يجتمع بها هذا العدد سنوياً، وسيكون لذلك أثر واضح ليس فقط على راحة الحجاج، ولكن أيضاً على البيئة، مما سيجعل الجو أنقى والفضاء أرحب في أنظار ضيوف الرحمن ومنهم 36 ألف حاج جزائري.
كما ستكون توسعة شرق الحرم المدني، إضافة نوعية إلى المسجد النبوي المعمور، سيما وأن ساحاته قد استكمل تزويدها بشمسيات عملاقة تقي الزوار لفح الشمس وتزيد في الطاقة الاستيعابية للحرم بشكل كبير جداً.
ومما لا يفوت ذكره في هذا المقام، استعدادات وزارة الداخلية الحثيثة لتوفير الأمن قبل وأثناء وبعد الموسم، لتمكين الحجاج والعمار والزوار من أداء مناسكهم في جو من الطمأنينة والسكينة التي تقتضيها طبيعة المناسك.
فالعارف بدقة وتعقيدات وحساسية التدابير الأمنية التي تتخذ في مثل هذه الظروف لتأطير ملايين البشر، لا يمكن إلا أن يكبر القائمين عليها من المسؤولين والأعوان، وحرصهم على تهيئة الأجواء لضيوف الرحمن الذين هم ضيوف المملكة أيضاً.
إن الجزائر، ممثلة في سفارتها بالرياض وقنصليتها العامة بجدة، تنظر إلى التوسعات المنجزة والتي هي في طريق الإنجاز، وكذا فتح خط القطار في جزئه المتعلق بالمشاعر، والتحضيرات المادية والبشرية لهذا الموسم ولما سبق وما يلحق من المواسم، على أنها مؤشرات مطمئنة على حجاجها ورصيد آخر يضاف إلى ما امتاز به عهد خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفترة قيادته البلاد.
والجزائر، من خلال سفارتها وقنصليتها العامة وبعثتها للحج وكذا عموم مواطنيها الحجاج، ومن موقع الشريك، ملتزمة بالمساهمة بالفاعلية المطلوبة في إنجاح هذا الموسم وجعله أفضل من سابقيه، ومثالاً يحتذى في المواسم اللاحقة.
سفير الجزائر بالرياض