تناقلت وسائل الإعلام المختلفة هذه الأيام دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للرئيس العراقي وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية في العراق، للرياض بعد موسم الحج، لبحث سبل الخروج من الأزمة السياسية، وتحقيق المصالحة والتفاهم وإزالة الخلافات، وهي بلا شك امتداد لجهوده ومساعيه الخيرة -حفظه الله- الدائمة في سبيل رأب الصدق بين الإخوة العرب والمسلمين، المتنازعين والمختلفين في كثير من الأقطار العربية وغيرها، وهذا أمر مشاهد ومعلوم.
أصداء هذه الكلمة حملت معاني الصدق والشفقة على عراق العروبة، وشعبه الأبي، الذي يعيش حالة من الاضطراب السياسي والانفلات الأمني، صدع بها قائدنا المبارك عبدالله بن عبدالعزيز، كلمات تعبر عن أحاسيس ومشاعر شريفة كامنة في قلب ملك شهم وكريم وغيور على أمته، كلمة انطلقت كالسهم ستجد لها -بإذن الله- من الإخوة الأشقاء في عراقنا الحبيب الاستجابة وعدم الالتفات للأصوات المضادة، التي بالطبع لا تريد للعراق وشعبه الاستقرار والحياة الكريمة، نداء المليك المفدى، المؤمن بربه والمتوكل عليه، صوته، صوت الإنسان، صاحب العقيدة الصافية، صوت الحق، صوت الرجل الصالح، الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، صوت ملك الإنسانية الذي تبدو على وجهه علامات الغضب لله والتأسف جراء المآسي والمخازي التي طالت بلاد الرافدين، عراق العروبة، جاءت كلماته حية نابضة بالألم والإحساس لما يحصل بين الأشقاء هناك، كلمته -رعاه الله- وما حملته من مضامين فيها دلالة قاطعة على أن المليك المفدى، لم يذق طعم النوم، قلبه متيقظ لكل صغيرة وكبيرة تنال كل عربي ومسلم على كوكب الأرض. تحدث المليك كثيراً عن ضرورة تحكيم العقل بين الفرقاء وزعماء الأحزاب في العراق الشقيق، ولزوم تغليب مصالح الشعب والدولة وتقديمها على غيرها، مفوتاً الفرصة على الأعداء المتربصين، استشعر -حفظه الله- عظم المسؤولية المفترضة، الملقاة على ساسة العراق، شعر بحجم المصيبة المفتعلة بهذا البلد الشقيق، الذي تتقاذفه حمم وبراكين النزاع، وأحس بصرخات الثكالى والمكلومين، فاستجاب لها استجابة المعتصم، نحن متفائلون بالإخوة في العراق، للتفاعل مع نداء الضمير الحي، لعل الله أن يكتب للعراق وشعبه الخروج من أزمته الراهنة، وفي نظري أن باستطاعة العقلاء منهم، تجاوز ما هم فيه من تفرق وتمزق وشتات، متى ما تجردوا عن أهوائهم وانسياقهم مع من ساموهم سوء العذاب، يلزمهم الاستجابة الفورية لنداء الملك عبدالله وعدم تفويت هذه الفرصة النابعة من قلب قائد عربي مسلم لا يريد إلا الخير للعراق وشعبه، لتجتمع الكلمة وتتوحد الصفوف تحت راية واحدة سامية، لبناء عراق جديد يسوده الأمن والاستقرار، لا سيما أن دعوة خادم الحرمين تحت مظلة جامعة الدول العربية، وبضيافته حفظه الله، دعوة خادم الحرمين الشريفين لأهل العراق وأبنائه، سجلت أصداء إيجابية في الشارع العام، ويبقى التفاؤل، ديدن العقلاء.
dr-al-jwair@hotmail.com