ثمة ما يشبه الإجماع في أوساط المهتمين بدراسة الدُّول وتحولاتها وبخاصة دول الوطن العربي على اعتبار الملك عبدالله بن عبدالعزيز واحداً من أشهر قادة التغيير في العالم في القرن الواحد والعشرين، بل إنَّ البعض يعتبره الأبرز بينهم.
وتميل الفئة الثانية في توصيفها إلى النظر في جدارته ونهجه الموضوعي المعمق الشامل المتعدد الأبعاد الذي ظهر أثره في التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في السعودية.
ويسأل بعض المراقبين كيف نجح الملك عبدالله في قيادة التغيير منذ أن تولى مقاليد الحكم في السعودية؟
وتكمن الإجابة من وجهة نظري في الآتي:
1- أنَّه آمن بأنَّ شعبه يستحق حياة أسمى وأفضل.
2- أنَّه تولى بنفسه دفة قيادة التغيير ورفض دور التابع الذي يجده الكثير مريحاً وآمناً.
3- القيام بعمل تقييم عام لكافة مناحي الحياة والاطلاع على مكامن الخلل.
4- تمكَّن من اكتشاف التطلعات التي يحملها أفراد المجتمع بدواخلهم وبعثَ فيها الحياة.
5- أدرك «أنَّه ما من شيء أفجع من رؤية أشخاص تتفجر بدواخلهم طاقات تعيق قوتهم».
6- أدرك أن شعبه جزء من المجتمع العالمي وله مسئولية الارتباط بالعالم من حوله.
7- أفادته خبرته الطويلة بأهمية التسلح بالعلم والمعرفة، لكي يحقق لبلده وشعبه حياة متكاملة.
8- أنَّ خادم الحرمين الشريفين استفاد من الفرص المصاحبة للتغيير في العادة لخلق وتطوير أمور إيجابية للمستقبل.
وتمثَّلت أولى خطواته في التغيير في تحديد الأهداف وترتيب الأولويات والنظرة المتفائلة للحياة.
وثاني خطواته كانت بتكثيف القدرات والإمكانات وتوجيه الوقت والطاقة إلى تحقيق الأهداف.
وثالثها الابتعاد عن أساليب التفكير التقليدي، والارتقاء بالأفكار إلى مستوى أعلى وأكثر استنارة وإنجاز الأعمال على أحسن وأكمل وجه، وكذلك عمله بنظام الحصانة ضد مرض علة التسويف والتأجيل.
تميَّز الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بسمات منها:
- الشجاعة والطموح.
- لا يعترف بالمشكلات بل بالحلول.
- اللين والتقدير للآخرين.
- حسن الاستماع والإقبال على محدِّثه.
- إغداقه للحب على الآخرين من دون انتظار ردِّ الجميل.
- إظهاره البطاقة الحمراء للعنصر المشاغب (السّمج).
إنَّ الإنجاز المبهر الذي حققه بخصوص التعزيز الاقتصادي الإجمالي وعلاقاته الرائعة والقوية مع القوى الغربية وقادة الشرق الأقصى أكَّد للجميع أنَّه يسير في الطريق السليم.
فكانت المملكة العربية السعودية في عهده -حفظه الله- حاضرة أمام أعين العالم ولا يزال تأثيرها كبيراً على الساحة الدولية. فالعديد من التحديات العالمية الكبرى كالحرب على الإرهاب الدولي والحفاظ على الأمن العالمي وتثبيت أسواق الطاقة ومكافحة تزايد أسلحة الدمار الشامل والمساهمة في دعم برامج الأمم المتحدة للفقر والجوع وإعادة الإعمار لا يمكن التصدِّي لها من دون مساهمة بنَّاءة من المملكة العربية السعودية.
t7_77@hotmail.com