حكى محمد العوفي - خلال - لقائه مع القناة الأولى في التلفزيون السعودي، عن أيامه القاعدية. وأوضح، أن: «عناصر التنظيم في اليمن ممن تم استدراجهم، لا يعلمون من هو قائدهم، ولكن بعد تعمق، اتضح لنا أن هناك استخبارات دول، تعمل على تحريكهم». مما يدل على: وجود أذرع أمنية ضمن مخططات، لحكومات إقليمية ودولية؛ من أجل صناعة الإرهاب، بعد أن يتم تجنيد شباب القاعدة، واتخاذهم جسراً؛ لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، ونشر روابطهم الفكرية والتكفيرية. - كل ذلك - من أجل الإضرار بأمن السعودية، واقتصادها، والعمل على عدم استقرار الأوضاع.
للعالم - بأسره - مصلحة في القضاء على الإرهاب، بجميع أشكاله وصوره. ومنذ وقت ليس ببعيد، نقل الأستاذ: غالب حسن الشابندر، في أكثر من لقاء - مع محللين - في برامج من على قناة «روسيا اليوم»، من أن عمليات القاعدة، تصب في صالح الغرب في النتيجة النهائية، فهي تشوه الإسلام والمسلمين، كما أنها تفسح المجال؛ لتبرير «التواجد الغربي والأمريكي بشكل خاص» في العالم الإسلامي، وأجزاء حساسة منه، مثل: العراق، الذي يعد بوابة العرب على الشرق، وأفغانستان، التي تعد من الناحية الإستراتيجية، موقعاً متميزاً على الحدود الإيرانية والروسية، واليمن، التي تعد منطقة حساسة بالنسبة للأمن السعودي. بل هي تشكل مفترق طرق بين أفريقيا وآسيا والشرق الأدني. إذ من المعلوم: أن إحدى تبريرات التواجد الأمريكي العسكري، والدبلوماسي الفاعل في هذه البلدان، هو: «خطر القاعدة». وليس هناك - شك - بأن ما تقوم به القاعدة، يساهم في عزل الإسلام عالمياً، ويغذي العنصرية في الغرب ضد الإسلام والمسلمين.
إذا كان لأمريكا والغرب مصلحة مع بقاء القاعدة، فإن هناك أدلة قاطعة، تؤكد ارتباط إيران بالقاعدة، وتدشين تحالف وثيق معها، والسماح لها بتسهيلات مالية، ومعدات عسكرية. حتى لو أنكرت إيران ذلك، وفقاً لاعتبارات دبلوماسية، أو حسابات دقيقة؛ من أجل أن تحافظ على مصالحها الأمنية والخارجية، التي تشمل بقاء النظام، والسيطرة على المنطقة. ومن الأدلة على ذلك: أن إيران ترفض محاكمة أعضاء القاعدة، الذين احتجزتهم. كما رفضت التعريف العلني، بأسماء أعضاء القاعدة الرئيسيين الموجودين في سجونها. وقاومت إيران تكراراً نداءات عديدة؛ لنقل المحتجزين لديها من أفراد القاعدة إلى بلادهم الأصلية، أو إلى دول ثالثة؛ لمحاكمتهم. كما استمرت إيران في عدم فرض رقابة على نشاطات بعض أعضاء القاعدة، الذين فروا إلى إيران، إثر سقوط نظام طالبان في أفغانستان. وهذا ما أشارت إليه وزارة الخارجية الأميركية، في تقاريرها عن البلدان الخاصة بالإرهاب، والذي صدر يوم «30 نيسان، أبريل من عام 2009 م»، وهي تقارير سنوية تصدرها الوزارة، وتتضمن تقييمها للتهديد الإرهابي في العالم.
أهم ما يمكن إضافته فيما تبقى من مساحة، هو أن ما يحدث اليوم، لم يكن سوى مقدمة، لما هو أكبر من القاعدة والإرهاب. فلتلك الدول طموح قديم، في فرض أجندتها وفق إستراتيجية شاملة، تتداخل فيها عوامل عدة، من أهمها: إعادة تشكيل خارطة التوازنات، والتحالفات الإقليمية في المنطقة. مما يستدعي قراءة المشهد قراءة واعية، والتعاطي مع الأزمة بإيجابية فاعلة، والتحرك؛ لكبح جماح تمدد تلك الدول، قبل أن نفيق على واقع مؤلم.