الجزيرة - الثقافية :
فازت روايتا الأديب أسامة الزيني (أهازيج البنغال) و(ثمن الأحلام)، دفعة واحدة، بجائزة الألوكة الكبرى للإبداع الروائي، وقد أعلنت أمانة الجائزة على موقعها الرسمي حجبها جائزة (ثمن الأحلام) بمقتضى نظام الجائزة الذي يقرر منح الفائز الجائزة العليا في حال فوزه بأكثر من عمل. وتجسد روايتا الزيني الفائزتان بالألوكة حالة اغتراب ضاغطة على أبطال (أهازيج البنغال) وعلى بطل (ثمن الأحلام)، وإن كانت السلبية والتسليم بالأمر الواقع سمة أبطال أهازيج البنغال التي جمعت حفنة من المهزومين الذين فروا من أوطانهم العربية تحت وطأة ضغوط إنسانية وسياسية فضلوا الاغتراب عن البقاء في أتونها، في حين كان بطل (ثمن الأحلام) الذي اغترب في ظروف مشابهة متمرداً على واقعه الجديد، وأكثر قدرة على قراءته والتعاطي مع أدواته.
يقول أسامة الزيني ل(الثقافية) في معرض حديثه عن روايتيه الفائزتين: «من الصعب أن يفاضل المرء بين روايتيه، ولاسيما أن لكل من الروايتين توجهها ولغتها الخاصة، ولنأخذ بقرار لجان التحكيم التي رفعت أسهم أهازيج البنغال؛ فقد وُفّقت في هذه الرواية في وضع واقع الهرب الجماعي للشعوب العربية، وبخاصة شعوب الدول التي تشهد حالات احتقان إنساني أو سياسي أو اقتصادي، من واقعها، لكن أحداث الرواية كشفت أن واقع هؤلاء الهاربين أشبه ما يكون بواقع المستجير من الرمضاء بالنار؛ فقد فوجئ أبطال الرواية بأن الاغتراب أضاف إلى مآسي كل منهم مأساة جديدة، في إشارة إلى أن مشهد هجرات بعض أبناء الدول العربية من أوطانهم ليس سوى امتداد لمشهد عام لمعاناة هؤلاء الذين خرجوا من أحلامهم ومشروعاتهم الإنسانية في أوطان طاردة للبشر، إلى أوطان بديلة لا تشعر بوجودهم أصلاً».
وتعد (أهازيج البنغال) ثاني رواية يكتبها أسامة الزيني تفوز بجائزة عربية، بعد فوز روايته (شتاء جنوبي) بجائزة (المبدعون) من دار الصدى الإماراتية عام 2004 فضلاً عن ترشيح أكثر من رواية لأسامة الزيني للفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في أكثر من دورة ماضية، حسب تنويه الجائزة على موقعها الرسمي.
لكن الزيني القادم من عالم الشعر لديه قائمة جوائز أخرى حصدها بقصائد ودواوين شعرية، منها جائزة الدكتورة سعاد الصباح في الشعر من الكويت عام 1998، وجائزة (تراث) في الشعر من الإمارات لأكثر من دورة عن عدد من القصائد، وجائزة أبها في الشعر من السعودية عام 2004، وجائزة أدب الحرب في الشعر من وزارة الدفاع المصرية عام 2004. وقد صدر للزيني، الذي يعمل محرراً صحفياً مقيماً بالمملكة: (طبل الريح)، ديوان شعري، عن دار سعاد الصباح بالكويت، و(رائحة الجسد) و(البدو)، عن وزارة الثقافة المصرية.