في بادرة خيرية رائدة تم ابتكار طريقة نموذجية للتبرعات الخيرية في محافظة (رياض الخبراء)، وذلك على شكل (كِشك) على غِرار (غرف الصراف الآلي)، وقد نصب على أشهر الشوارع في المحافظة (شارع الملك عبدالعزيز) فما على من يريد أداء زكاته أو تبرعه الخيري، أو أداء كفارته أو صدقته، أو أي تبرع يريده، إلا أن يقف بسيارته على هذا الكشك ويجري تبرعه بطريقة عصرية نموذجية رسمية مأمونة (وهو في سيارته دون أن ينزل منها) دون عناء أو تعب، ودون أن يدخل إلى الجهة ويسلم، ويلبس لباساً لائقاً أو أي جهد!!
فما عليه إلا أن يقف بسيارته كما يقف لتعبئة الوقود من محطة البنزين..
فقد شاركت الجهات الرسمية الخيرية في وضع نماذجها وأوراقها للمتبرعين وهي الجمعيات المرخصة (جمعية البر الخيرية - وجمعية الزواج والإصلاح الأسري - ومكتب الدعوة - ومكتب توعية الجاليات - وجمعية تحفيظ القرآن) وقد لاقت هذه البادرة الطبية استحسان جميع الأهالي.. وفي الحديث قال صحابي للنبي -صلى الله عليه وسلم-: اسأل الله لي مرافقتك في الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «أعِنِّي على نفسك بكثرة السجود».. فلعل هذه إعانة الناس على أنفسهم لتزكية أموالهم وتطهيرها.. لقوله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم..} وبالمناسبة فالزكاة سميت زكاة لأن المال يزكو بها ويزيد!! وقوله تطهرهم بها وتزكيهم: أي تزكي قلوبهم من دَرَن الشُّح، ورذائل البُخل!!
علماً أن هذه الطريقة موثوقة أمنياً فهي عبارة عن سندات معتبرة يستلمها المتبرع من الموظف الموجودة في هذا (الكشك) مثلها تماماً كالإجراء الذي تم في الجمعيات نفسها..
لكن الفرق أن هذه الجهات مجموعة في هذا (الكشك)، في مجموعة في قولك (يتبرعون) وليس في قولك (يرملون)!!
وإن كان في النفس شيء من كلمة (كشك) من حيث اللغة، فنحن يجب أن نفتخر بلغتنا، ولا نتطفل على موائد الغرب ومصطلحاتهم!! فلغتنا هي أوسع اللغات لكننا قصرنا في فهمها كما قال شاعر النيل:
أنا البحر في أحشائه الدُرُّ كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صَدُفائي؟!
وجزى الله دولتنا خيراً حين منعت أي مخاطبات رسمية أو مسميات للمحلات التجارية إلا باللغة العربية.. وفي الختام نشكر (جمعية الزواج والإصلاح الأسري) في المحافظة على هذه المبادرة النبيلة، ونشكر المحسن الكبير (محمد الخضير) على أياديه الندية، ولا ننسى البلدية، والشكر موصول لمؤسسة (صالح الدواس) للبيوت الجاهزة التي أقامت المشروع..
رياض الخبراء