لم يعد الاحتراف مقتصراً على مجال من مجالات الحياة، بل شملها جميعهاً، فالاقتصاد والصناعة والرياضة والزراعة والصحة والتعليم أصبحت ميادين للاحتراف يبحث عنها رجال الأعمال ويستثمرون أموالهم فيها، فالدول المتقدمة انتهجت هذا النهج من سنين عديدة والدول النامية حذت حذوها وبدأت تفعل ذلك من خلال خططها التنموية، فالمملكة العربية السعودية من الدول النامية التي تنمو بسرعة لتصبح من الدول المتقدمة، فبناء المواطن السعودي في جميع مجالات الحياة يصب في التنمية والتقدم، فالزراعة هي عصب الحياة ومن مقوماتها الحياة التي يعتمد عليها الإنسان وبدونها سوف يحدث خلل في حياته وخصوصاً إذ لم يكن يوجد بنى تحتية تحتضن أرضه ومصادر المياه فيها فلهذا عملت الدولة بكل ما أوتيت من إمكانيات أن تجعل الزراعة في أولويات خططها التنموية من خلال تشجيع المزارعين وتقديم القروض المالية لهم وبدون فوائد ويتخللها مساعدات مالية مجانية هذا الدعم أوجد أمن غذائي لا بأس به فالتمور أصبحت المملكة من الدول المصدرة لها فمهرجان القصيم أكبر شاهد على ذلك كذلك القمح أصبح متوفراً وهو المصدر الأساسي لتشغيل صوامع الغلال ومطاحن الدقيق المنتشرة في مناطق المملكة التي تقوم بتموين المخابز والأفران المنتشرة في مناطق المملكة كذلك المحاصيل الزراعية الأخرى لقيت اهتماماً من قبل وزارة الزراعة ولاسيما الخضار بجميع أنواعها، حيث شجعت المزارعين على إقامة البيوت المحمية لضمان استمرار توفر هذه المحاصيل طوال أيام السنة تحسباً للعوامل الجوية هذه الجهود والعمل الدؤوب الذي تقوم به وزارة الزراعة لم يصل إلى درجة طموح ولاة الأمر والمواطن في هذا البلد وخصوصاً في السنوات الأخيرة، حيث نجد الإرشاد الزراعي يفتقد للزيارات الميدانية والتي عادة تأتي من قبل المزارع الذي يراجع المديريات والوحدات الزراعية ويفترض أن تكون المبادرة من قبل قسم الإرشاد لأن بعض المزارعين ينقصهم الوعي الزراعي واستخدامهم للطرق التقليدية فلهذا أطالب وزارة الزراعة بالاهتمام بالإرشاد الزراعي وعمل دورات تدريبية مستمرة لهؤلاء المرشدين لتقديم آخر ما تم التوصل إليه للمزارعين، كذلك أيضاً عمل نقاط تحفيزية ودعم مالي للمزارعين الذين يتقيدون بالإرشاد الزراعي في قنواته الصحيحة وأعتقد أن أقدام وزارة الزراعة على هذه الخطوة سوف يجنب الوطن بعض الهزات الزراعية كما هو الحاصل الآن في محصول الطماطم الذي ارتفع سعره إلى 150% والتي تعتبر حادثة غير مسبوقة في تاريخ الزراعة في المملكة والتي فسرت بأنها شيء طبيعي نتيجة لتغيرات فصول السنة وهذا وإن كان نسبياً بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ولكن البيوت المحمية منتشرة في معظم المزارع في المملكة وإذا كان هناك سبب رئيس في قلة إنتاجها قد يعود إلى قلة الزيارات والإرشادات من قِبل المسؤولين في الإرشاد الزراعي، أيضاً من الأمور التي يجب أن تهتم بها وزارة الزراعة، حيث المزارعين التقليديين على استخدام الطرق الحديثة في الزراعة لأننا نجد فئة كبيرة منهم يزرعون بطريقتهم الخاصة البدائية ويجهلون التغيرات المناخية، فالبيوت المحمية ليس لها وجود عندهم ويقللون منها ويعتبرونها دون جدوى.
مكتب التربية العربي لدول الخليج