بعض من الأزواج يشتكي من زوجته ويقول بعض الأيام تكون زوجته عصبية وتختلف شخصيتها من شخصية هادئة إلى شخصية عصبية سواءً على زوجها أو أبنائها أو من تتعامل معهم.
أخي الزوج:
أثبتت الدراسات النفسية أن المرأة تمر بأربع مراحل:
وهي المرحلة الطبيعية: ما قبل التغيرات التي تحدث للمرأة وهي مرحلة هادئة بلا عواصف وتأتي بعد ذلك المراحل الأخرى التي تمر بها المرأة وهي العاصفة ففي هذه المراحل تحدث الكثير من التغيرات وتصبح المرأة عصبية ومزاجية وهذه المراحل هي مرحلة الحيض والحمل والنفاس وهي التي تحدث فيها تغير الهرمونات مما يؤثر عليها سلبياً فتؤثر في طريقة تعاملها مع الآخرين فلذلك وصى الرسول- صلى الله عليه وسلم- الزوج بعدم طلاق زوجته وهي حائض، فعن مالك، عن نافع عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عمر بن الخطاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (مره فليراجعها، ثم ليتركها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء) متفق عليه.
أخي الزوج:
ليس المقصد من مقالي هذا مسألة الطلاق ولكن المقصد فهم نفسية الزوجة، وما الحديث السابق إلا دليل على فهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- لنفسية المرأة وحثه على الرفق بها فلقد وجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه في خطبة الوداع حيث قال صلى الله علية وسلم:
(استوصوا بالنساء خيراً) لعلمه صلى الله عليه وسلم بضعف المرأة.
أخي الزوج:
مهما كانت الزوجة قوية بإرادتها وتفوقها وحصولها على الشهادات إلا أنها تبقى ضعيفة تحتاج إلى زوجها وإلى كلمات الحب والعطف والحنان والتقبل وعدم اللوم من الزوج.
أخي الزوج:
أنت وزوجتك في عشكم الزوجي لديكم أمور كثيرة وبعضها قد تكون مصيرية سواءً في الأبناء وتربيتهم والمسكن والمأكل والمشرب والسفر والخ فإذا أردت أن تناقش شريكة حياتك التي هي زوجتك في هذه الأمور فاحرص بأن تكون زوجتك في الفترة الطبيعية من الفترات الأربع التي تمر بها المرأة، والآن دعنا نتأمل في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته كن يراجعنه الكلام وكان- صلى الله عليه وسلم- في خدمة أهله، وكان عليه الصلاة و السلام لا يعيب طعاما قط وفي حديثه -صلى الله عليه وسلم- أعظم توجيه للزوج في الحلم والصبر مع زوجته (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) إن هذا الحديث ينبهك لأمر مهم وهو أن تجعل محاسن زوجتك وتربيتها لأبنائك أمام عينيك دائماً.
أخي الزوج:
التمس لزوجتك العذر فالرسول- صلى الله عليه وسلم- وجه: المسلم التماس العذر لأخيه المسلم فما بالك بالزوجة التي هي......كالأسيرة لديك.
أخي الزوج:
إن اعتقادك بوجوب طلب السعادة الكاملة من زوجتك هو سبب أكثر المتاعب والمشكلات وبعض الأزواج يطلب السعادة لنفسه دون أن يفكر لمنحها لزوجته ناسياً أن في العطاء سعادة لا تقل عن الأخذ، فما أسعدك إذا تحليت بالصبر والحلم وعدم اللوم وتصيد الأخطاء في زوجتك.
وإليك أخي الزوج بعض التوجيهات البسيطة التي سوف تجدد حياتك الزوجية وتعيد إليك السعادة بإذن الله:
1- انظر لنفسك فقد تكون أنت من بدأ بالتقصير فلا بد أن تجزم بأن لديك العديد من الأخطاء والتقصير الذي ربما يفوق أخطاءها وتقصيرها.
2 - لا تكن لها بالمرصاد التمس لها العذر أكثر من مرة في تقصيرها وأخطائها وتذكر بأنها تمر بتغيرات ولا تلمها.
3 - تأكد إنها تلتمس لك الأعذار في تقصيرك وقد لا تظهر لك اللوم.
4 - تحتاج منك زوجتك التقبل والدعم والتفهم والتعاطف هي حاجات نفسية أساسية للمرأة.
5 - تأكد بأنك إذ لم توفر لها تلك الحاجات فلا تلمها على التقصير.
6 - تعلم الفروق النفسية والجسمية التي بينك وبينها حتى تكف عن لومها.
7 - لا تعاملها وكأنك تعامل رجلا من الرجال بل عاملها كامرأة فالمرأة كالقارورة السريعة الانكسار لذلك قال الرسول- عليه الصلاة والسلام- (رفقاً بالقوارير).
8 - لا توجه لها الكلمات الجارحة إذ لم يعجبك طعامها فالتمس لها العذر.
9 - لا تضع عليها كل اللوم إذا قصرت في تربية الأبناء فأنت تتحمل الجزء الأكبر في تربيتهم.
10- قدم لها المساعدة في ترتيب وتنظيف المنزل ولا تلمها إذا قصرت في يوم فقد يكون لديها عذر.
11- كن لطيفا معها وناقشها بلطف إذا حدث منها التقصير.
وما أجمل ما قاله هوميروس الشاعر اليوناني: إذا أخذتها امرأة فكن لها أباً وأماً وأخاً لأن التي تترك أباها وأمها وإخوتها وتتبعك
فمن الحق أن ترى بك رأفة الأب.... وحنان الأم.... ورفق الأخ.....
فإذا عملت بتلك التوجيهات تكن نعم الزوج الموفق السعيد.