كثير منا لا يعيد هذا العامل أو هذه العبارة أي اهتمام عند اختياره لشريك حياته. فلو أراد أحدنا الزواج يضع شروطاً ومواصفات للشكل والأخلاق.. ثم ماذا؟ فقط نقف عند هذا. هناك من بحث عن الجمال بغض النظر عن الأخلاق ووجد ضالته وبعد بضع شهور ينصدم بالأخلاق ثم تبدأ المشاكل وتنتهي أكثر الزيجات بالطلاق. والبعض يبحث عن الأخلاق ثم بعد سنوات قصيرة مع هذه الإنسانة التي وفق في اختيار أخلاقها يبدأ يبحث عن الجمال. المهم أنه في كلا الحالتين نجد أن هذا ليس مقتنع وذاك ليس مرتاح. إن كثير من حالات الطلاق هي بسبب فقدان العامل المشترك بين الزوجين، فكل منهما لم يحاول أن يجد صفة مشتركة توطد أواصر المحبة والألفة والانسجام بينهما. فيا حبذا لو أن كل من أراد أن يتزوج أن يضيف إلى شروط الشكل والأخلاق!! العامل المشترك بينهما، أي في أي شيء اشترك مع هذا الشخص، في أي هواية، في أي مستوى تفكير، في أي جانب اجتماعي وأخلاقي. تجد أن كثيرين لا يشتركون في أي من هذه الجوانب فتصبح حياتهم مملة رتيبة. هي في واد وهو في واد. نحن نهتم بصداقتنا ونبحث عن الصديق الذي نتفق نحن وإياه في جوانب كثيرة، فوجود عوامل وجوانب مشتركة بين هذين الصديقين يعمر هذه الصداقة إلى سنين طويلة نظراً لأن هذين الصديقين متفقين في كثير من جوانب الحياة، فيصبح الاختلاف نسبي أو شبه معدوم. لذا تكلل كثير من الصداقات بالنجاح وتعمر سنين طويلة. الصداقة مهمة والصديق مهم في حياة كلٍ منا ولكن الزواج أكثر أهمية فهو يثمر أسرة. فلماذا لا نهتم بهذه النقطة لنقلل أسباب الاختلافات والفجوات التي تحدث في كثير من الزيجات؟ لماذا لا نبحث عن هذا الجانب؟ لماذا لا نقف على جانب الاتفاق وجانب الاختلاف؟ وهل جانب الاختلاف معهم أم ليس تأثير؟ وهل جانب الاتفاق جوهري أم تافه؟ حينما يلتقي الشريكان في كثير من الجوانب من خلال عوامل مشتركة فإن الاختلاف والخلاف بينهم يقل. فيصبحوا وكأنهم وضعوا في قالب واحد تذوب شخصية كل منهما في شخصية الآخر، نظراً لتوافق بعض الطباع وليس كلها. ويمكن أن نعتبر بعض الاختلافات البسيطة ميزة تميز هذا عن ذاك وما يفقده هذا يكمله الآخر، ولكن نركز على توافق الجوانب الجوهرية التي تسبب الوئام وتزيل أسباب الفرقة والاختلاف بين الشريكين.
خلاصة القول إن العامل المشترك لم يأخذ حقه من الاهتمام، لماذا تجد أن الشاب يخطب وبعد شهرين يتزوج وبعد سنة يطلق. فلماذا لا نعالج هذه المشكلة ببث الوعي وإعطاء هذا الجانب حقه من الاهتمام لخلق زواج ناجح بعيد عن الخلافات والصراعات التي تسبب الفرقة.
الرياض