|
جازان - سجى علاقي
سعت جامعة جازان منذ اللحظة التي وضع فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - حجر الأساس لها في زيارته الميمونة للمنطقة عام 1426هـ وأطلق عليها: (درة الجامعات) إلى ترجمة طموحاته في أن تكون ركيزة مهمة من ركائز التنمية في منطقة جازان والمملكة العربية السعودية بشكل أشمل من هنا كان على الجامعة وهي الجامعة التي ولدت بشموخ واستطاعت أن تسابق الزمن أن تترجم وتجسد في إستراتيجيتها وخططها ومختلف فعالياتها ما يلبي متطلبات واحتياجات تنموية نوعية ملحة داخل المنطقة وخارجها، حيث استدعى المناخ التنموي تنمية بشرية ومخرجات عالية الجودة تكفلت بها الجامعة برؤية متميزة تتناسب ومتطلبات الحراك الشامل لكل مناحي الحياة وسوق العمل.
تنمية الموارد البشرية
أسهمت جامعة جازان بفعالية في مسيرة التنمية البشرية، حيث سعت لتحقيق الجودة الأكاديمية في برامجها المختلفة كما حرصت على جعل مخرجاتها ذات مستويات منافسة، حتى استطاعت في سنوات معدودة أن تحقق المعادلة الصعبة، وتقفز بمستوى مخرجاتها العلمية إلى أعلى ما وصلت إليه الجامعات العريقة، ويعد حصول الجامعة على ثقة اليونسكو واعتماد عضويتها في الاتحاد العالمي للجامعات كأول جامعة ناشئة بالمملكة إلى جانب انضمامها للاتحاد العربي للجامعات وتوقيعها للعديد من الاتفاقيات وبناء الشراكات العالمية والتعاوني الأكاديمي مع عدد من الهيئات والجامعات المحلية والعالمية تتويجاً وحافزاً لمواصلة المسيرة نحو التقدم، كما امتد هذا الإسهام إلى دور محوري في كثير من القضايا الاجتماعية والوطنية وتفعيل دورها من خلال عدد من البرامج الاجتماعية التي قدمتها عبر مسيرتها الزمنية، فجامعة جازان تضم الآن أكثر من 55 ألف طالب وطالبة منهم (15490) طالباً وطالبة مستجدون موزعون على النحو التالي: (8710) طالبةً، و( 6780) طالباً، تم توزيعهم على مقرات الجامعة المختلفة وهي بهذا العدد استوعبت أكثر من 98% من خريجي الثانوية العامة في المنطقة هذا العام كإحدى أكبر الجامعات السعودية استيعاباً لخريجي الثانوية للعام الحالي.
واستقبلت المدينة الجامعية لجامعة جازان الجديدة التي دُشنت بداية هذا العام مرحلتها الأولى بأكثر من 5 آلاف طالب في مبنى السنة التحضيرية الجديد ضمن المدينة الجامعية التي تقام على مساحة تسعة ملايين متر مربع على ساحل البحر الأحمر. ودفعت جامعة جازان خلال الأعوام الأربعة الماضية بأكثر من 10.000 آلاف خريج وخريجة تخرجوا منها، في ما يزيد عن 100 تخصص، أثبتوا مقدرتهم المتميزة على مواكبة كل جديد في عالم التنمية الحديثة التي تشهدها المملكة في هذه الحقبة المنيرة من مسيرة هذا الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك - عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله.
كما دفعت الجامعة بأكثر من 60 طبيباً تخرجوا في العامين الماضيين ليكونوا لبنة في البيئة الصحية على مستوى المنطقة والمملكة بعامة كما خرجت الجامعة في العام الماضي الدفعات الأولى من كلية الهندسة والحاسب الآلي والعلوم والعلوم الطبية التطبيقية وسيشهد هذا العام بإذن الله تخريج دفعات جديدة في عدد من الكليات والأقسام الجديدة.
تخصصات نوعية تسهم في سوق العمل
من جانب آخر فقد أسهمت كليات الجامعة والبالغ عددها ثمانية عشرة كلية في دعم التنمية في المنطقة من خلال أقسام هذه الكليات التي تتجاوز أكثر من (100) قسم متنوع ما بين أقسام تطبيقية، ونظرية. وتأتي في مقدمة هذه الكليات كلية الطب التي حققت العديد من المنجزات المتميزة على مستوى الاتفاقيات العالمية، والمستوى العلمي لطلابها من خلال مشاركاتهم في عدد من الفعاليات الطبية البارزة على مستوى الوطن، وعلى مستوى العالم.
إن الجامعة بوصفها حجر الأساس في التنمية المستدامة في المنطقة يعول عليها في إحداث نقلة كبرى تتواكب مع مستقبل المنطقة الواعد، وذلك حينما توفر مخرجاتها في كل عام في أكثر من مائة تخصص تطبيقي ونظري هي مجمل الأقسام بكليات الجامعة حالياً والقابلة للتوسع مستقبلاً والتي تمثل كافة التخصصات التي تحتاجها نهضة المنطقة ومست قبلها الواعد الذي ما يزال بكراً ويحتاج لعشرات الآلف من الخريجين والخريجات بمختلف التخصصات ليسهموا في مسيرة التنمية.
كما تضم الجامعة كليات أخرى مثل كلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية الصيدلة، وكلية العلوم الصحية، وكلية طب الأسنان، وكلية الهندسة، وكلية الحاسب، وكلية العلوم، وكلية إدارة الأعمال، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية المجتمع، وكلية التربية، وكلية التصميم والعمارة المنضمة أخيراً إلى شقيقاتها من الكليات مع مطلع هذا العام، وغيرها من الكليات الأخرى، وهذه الكليات بتخصصاتها المختلفة أنشئت لتمد سوق العمل بكوادر علمية مدربة تسهم في نهضة هذا الوطن الغالي.
اتفاقيات وشراكات بحثية وعلمية
قد أبرمت الجامعة عددا من اتفاقيات علمية مع عدد من الجامعات العالمية المرموقة، ومن ذلك: ما وقعته جامعة جازان من مذكرات تعاون أكاديمي مع جامعة الينوى بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الطب ومن ثمار هذا التعاون أن التحق عدد من طلاب كلية الطب بجامعة جازان ببرنامج تدريبي في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية. كما وقعت الجامعة مذكرة تفاهم مع الهيئة القيادية للتعليم العالي في لندن للاستفادة من الخدمات الاستشارية في مجال القيادة الأكاديمية والإدارية.
كما وقعت جامعة جازان مذكرة تفاهم مع عدد من الجامعات الصينية لدعم العملية التعليمية، وتم مؤخراً التوقيع مع جامعة (موناش) في استراليا (في مجال العلوم)، وجامعة (وارك) في بريطانيا (في مجال الخدمات الطبية)، وجامعة (يوتا) بالولايات المتحدة الأمريكية (في مجال الفيزياء)، وجامعة فيينا في النمسا (في مجال الكيمياء)، وجامعة مانشستر في بريطانيا (في مجال العلوم)، وجامعة يوتو في اليابان (في مجال الهندسة)، جامعة ليدن الهولندية، وجامعة توياكو اليابانية، وجامعة جرافث الاسترالية.
وانطلاقا من إدراك الجامعة لدورها في خدمة المجتمع، فقد حاولت أن تنهض مع الجميع بكل إمكاناتها وخبرات أساتذتها وطلابها وطالباتها، وقد بادرت إلى عقد اتفاقيات تعاون وشراكة وتبادل خبرات مع القطاعات المعنية، فكانت المحصلة حضوراً مؤثراً وفعاليات حققت الكثير من أهدافها عبر اتفاقيات أبرمت مع الأمن العام، والهيئة العليا للسياحة والدفاع المدني وفرق التعداد السكاني وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهيئة الوطنية لحماية البيئة والحياة الفطرية، وقد تم تفعيل هذه الاتفاقات على أرض الواقع.
حراك علمي وثقافي
لم يشغل جامعة جازان التميز العلمي والأكاديمي عن أدوارها وتفاعلها مع محيطها الاجتماعي والوطني. يتجلى ذلك من عدد من الفعاليات العلمية والثقافية التي تنفذها الجامعة، ومن ذلك موسم الجامعة الثقافي الذي يأتي هذا العام في نسخته الرابعة حيث تستضيف الجامعة عددا كبيراً من الوزراء والعلماء والمثقفين وتتيح لهم فرصة الالتقاء بمنسوبي الجامعة ومثقفي المنطقة وطرح عدد من الموضوعات العلمية والثقافية والفكرية وفتح باب الحوار والنقاش حولها ،كما تجلى ذلك في إسهامات مؤثرة بمواجهة ما ترتب على الاعتداء على حدود الوطن الحبيب، فنفذت الجامعة عدداً من البرامج والفعاليات ضمن حملة تحت شعار «سلمت يا وطني».وانطلاقاً من استشعار الجامعة حاجة المجتمع فقد نظمت عمادة خدمة المجتمع بالجامعة العديد من الدورات التدريبية وورش العمل التثقيفية للمواطنين.كما عقدت العمادة حلقات نقاش وورش العمل تلبي احتياجات منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (في الميدان)، وتسهم في الارتقاء بمستوى أدائهم بما في ذلك تصميم وتطوير وتنفيذ البرامج التدريبية والتعليمية، كما نفذت دورات في (فن الخطابة والإلقاء) لخطباء المساجد بمنطقة جازان.