يتحدث بعض المتابعين السياسيين بطرافة أحياناً عن موظفي وزارة الخارجية، خصوصاً الشباب الجدد منهم والذين تم الدفع بهم إلى سفارات العالم في أعقاب دخول أمريكا في مواجهة الإرهاب عالمياً وتبعاته.

بل إن التعليقات حول موظفي الخارجية تسمعها من صحفيين أمريكيين أو من قطاعات أخرى مثل وزارة الدفاع والبنتاغون، مع إشارة إلى بساطة التحليل للخارجية الأمريكية، ويصل بعض هذه التعليقات إلى السخرية.

اليوم يجد البعض لتلك التعليقات الطريفة ما يبررها، مع تصفح وثائق ويكيليكس، فالبعض منها قد يدعم صورة البساطة والسطحية في التحليل ونقل المعلومة والمتابعة للشأن السياسي وحتى الاجتماعي، ويأخذ البعض هذه التسريبات كشروحات للأخطاء التي تقع فيها السياسة الأمريكية.

لكن أيضاً - من المهم أن نتذكر أن في هذه الوثائق المسربة حتى الآن، دليل على أن موظفي الخارجية الأمريكية حول العالم لا يتركون شاردة ولا واردة إلا وسجلوها في وثائق محفوظة ترسل من حول العالم لواشنطن.

من الرياضة إلى السياسة إلى الفن، لم توفر الوثائق المسربة حدثاً هامشياً أو ملاحظة عابرة دون التدوين لها، أو لعل ما سرب حتى الآن هو ما يتناول قضايا بعمومية، أو يقدم لمواقف سياسية معروفة في الغالب، أو منشورة محلياً، وتوثيق ما يتم تداوله في الأوساط الخاصة والعامة.

من قضية التجاذبات الحادة والصراع بين قطبي الكرة الأردنية الوحدات والفيصلي والتي تسببت بإيقاف مباراة بين الفريقين منتصف عام 2009 بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة للأردنيين من ذوي الأصول الفلسطينية - مثلاً.

إلى الترفيه، حيث ينصح خبراء الإدارة الأمريكية بأن البرامج التلفزيونية الترفيهية، والمسلسلات التي يمكن أن تحقق تأثيراً على الشباب، وتدفع بهم بعيداً عن الأفكار المتطرفة والتي تقود أحياناً إلى الفعل الإرهابي.

إضافة إلى عناوين سياسية تقليدية:

- إسرائيل كانت تدرك أن حصول إيران على النووي خط أحمر لمصر.

- علاقات سرية بين إسرائيل ودول عربية.

- ساركوزي عرض قبل انتخابه إرسال قوة دولية إلى العراق.

- تضاعف التعاون الأميركي - الفرنسي ضد القاعدة.

- لبنان حذّر أصدقاءه من سيطرة إيران على أنظمة اتصالاته....إلخ...

عناوين عادية لسوالف سياسية تقليدية، لا تحمل جديداً حتى الآن، أو أي شيء يقترب للفضيحة أو لصدى الموقع ومؤسسه اللذين أصبحا أشهر من وزيرة الخارجية الأمريكية. فيما تستمر السياسة الأمريكية بنفس أدواتها.

نحن أمام مقدمة حرب (تسريب) معلوماتية من نوع خاص، لا يمكن وضع استنتاجات نهائية لها حتى يتوقف التسريب المعلوماتي او يصل إلى أقصى مراحله.

إلى لقاء