|
الرياض - تركي الماضي وعلي القحطاني :
كانت (الجزيرة) ولا زالت سبّاقة في ميادين تكريم الرموز الثقافية، وقد أحتف من خلال إصدار عددين شاملين للمجلة الثقافية عن معالي الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - إبان حياته وقد سعد بذلك وكتب إلى الزميل رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك رسالة - نشرت في حينها - بأن هذين العددين أهم لديه من جائزة نوبل، ثم أصدرت صحيفة الجزيرة كتاب (الاستثناء) عن الراحل، وقد سرّه صدور الكتاب في حينه بشمولية معلوماته وتميز إصداره.
وبعد وفاته - رحمه الله - مباشرة كتب رئيس التحرير سلسلة مقالات يرثي فيها الفقيد، وكان أول من تبنى اقتراح مشروع دائم لذكرى الراحل الكبير غازي القصيبي ودعا إلى تكريمه عبر إنشاء هذا المركز وهي الدعوة التي وجدت تأييداً من محبي الفقيد وقد تجاوب معها معالي وزير التربية والتعليم الأسبق د. محمد أحمد الرشيد في رسالة إلى رئيس التحرير التي نقتطع جزء منها قال فيه:
(أخي أبا بشار: كنتم السباقين في إصدار (الاستثناء) وأرجو أن تحملوا راية إنشاء هذا المركز الذي له، ونادى به معي كثيرون منهم الأستاذ/ عبدالله بن علي النعميم.. فحبك له ومن معك من أمثال أخي الدكتور إبراهيم التركي لا يخفى على أحد).
وأشارت المجلة الثقافية في عددها رقم (320)/ قبل أسبوعين تقريباً تحت عنوان (حيث بادرت بالاستثناء.. هل تتبنى الجزيرة مركز القصيبي الثقافي؟) إلى أنه مرّ شهران على وفاة القصيبي - رحمه الله - وما يزال القصيبي حاضراً في أذهان الناس بشخصيته الكبيرة التي تزداد كبراً مع الأيام والأعوام سواء أعلا صوتنا أم ران علينا الصمت.ويصدر قريباً كتاب (للتاريخ.. لا لغازي القصيبي) للزميل الأستاذ رئيس التحرير الذي قدمه د. عبدالعزيز الخويطر وقال عنه الناشر: «الذي ارتبط مع الراحل بعلاقة عضوية تختلف عن علاقات الزمالة والمصالح المشتركة، بل إن علاقتهما نشأت من استقلال كليهما في موقعه ورؤيته وقوة قراره، وحين يتحدث المالك عن القصيبي فإننا نقرأ عمراً من العمل الإبداعي والإعلامي، وتجربة نادرة في التواصل بين كبيرين قلما يتوافر مثله في عالم الصحافة والنشر والإدارة).
(ثقافة الجزيرة) تعيد من خلال هذا التحقيق إعادة طرح الفكرة مجدداً وخاصة لمحبي الفقيد - وهم كثر - في تبني فكرة إنشاء مركز ثقافي يخلّد سيرة الراحل رحمه الله.
المثقفون مدعوون لدعم هذا الاقتراح
يرى د. محمد الربيع بأن إنشاء مركز ثقافي باسم غازي القصيبي يحتاج إلى مجهودات كبيرة حتى يأتي في مستوى وقامة الراحل، ويقول: نشكر جريدة الجزيرة على تبنيها اقتراح مركز باسم معالي الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله -. وبدون شك فإن القصيبي علم من أعلام المملكة، كان له دور قيادي في كل المناصب التي تولاها، إضافة إلى كونه من كبار المبدعين في الوطن العربي في الشعر والرواية، وربما يكون من الصعوبة تحديد هوية المركز المقترح نظراً لتعدد مجالات الإبداع والتفوق عند القصيبي؛ فهو رجل الدولة ورجل القانون ورجل الاقتصاد والثقافة والأدب، وإنشاء مركز يحيط بكل مجالات الإبداع والتفوق عند القصيبي أمر يحتاج إلى مجهودات كبيرة حتى يأتي في مستوى وقامة غازي؛ ولهذا فهو يحتاج إلى تعاون الجميع في سبيل إنجاح الفكرة، وكل المثقفين في المملكة مدعوون لدعم هذا الاقتراح الجميل وتحويله إلى واقع. وأود أن أضيف إلى اقتراح إنشاء المركز أن تبادر جامعة الملك سعود إلى إنشاء كرسي للدراسات القانونية باسم القصيبي، وهو من كبار أعضاء هيئة التدريس فيها، وكذلك أقترح أن تبادر الأندية الأدبية وبخاصة النادي الأدبي بالرياض إلى إنشاء جائزة باسم غازي القصيبي تخصص للإبداع والدراسات الأدبية والنقدية المتعلقة بالأدب السعودي.
الهرم الثقافي
ويشيد د. عبدالله محمد النغيمشي باقتراح (الجزيرة) ويقول: بالنسبة لتبني الجزيرة فكرة إنشاء مركز الدكتور غازي القصيبي الثقافي على غرار مركز الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- أرى أنها فكرة رائعة تستحق الإشادة ويجب الإسراع بإنجازها في أقرب فرصة فلا شك أن هذا الهرم الثقافي المتمثل بالدكتور غازي -رحمه الله- له فضل كبير على كافة مثقفينا خاصة و المثقفين العرب من كافة الأطياف والاتجاهات عامة. كيف لا, وقد كان عملاقا في مشاكساته خلال مراحل الحراك الفكري التي شهدها الوسط الثقافي أثناء الدراسة والجامعة والوزارة والسفارة وساهم في لجم دعاة الجمود والتخلف وأثرى المكتبة العربية بمؤلفاته الرائعة في مجالات الإدارة والفكر والشعر وكان -رحمه الله- بتواضعه المعهود وبعده عن التعالي والغرور قد رسم أروع الأمثال للمثقف المعطاء الذي لا يترك مناسبة وطنية إلا ويكون له فيها بصمة أو خطر يداهمنا إلا ويكون له صولاته وجولاته للحد من هذا الخطر سواء فكريا أم سياسيا أم اجتماعي. إن هذا الهرم لا يستحق مركزا ثقافيا واحدا بل مراكز أحدها للأدب والشعر وآخر للإدارة وغيرها للسياسة والعلاقات العامة. شكرا للجزيرة على تبني هذه الفكرة ودعوة لرواد الثقافة ومسؤليها برسم خطوط البداية لتحويل هذا الفكرة إلى حقيقة واقعة حتى لا تضيع هذه الإبداعات لرجل عظيم بقامة القصيبي في عالم النسيان وشكراً.
تجربة رائدة
في حين يعلق الأستاذ محمد المنصور الشقحاء بأن فكرة اقتراح إنشاء مركز ثقافي بأنها تعد فكرة رائدة ومثالية وتستحق أن يتم دراستها بعناية من مؤسسة الجزيرة للصحافة والشخصية المكرمة لها خبرتها الثقافية والإعلامية، كما أن جريدة الجزيرة سباقة في التكريم وهذه فكرة تستحق أن تنجز في أقرب وقت.
خطوة رائدة
ويتوقع الأستاذ خالد اليوسف أن يكون النجاح حليفاً للمركز الثقافي إذا ما ظهر على أرض الواقع ويقول: أعد مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر من المؤسسات الرائدة ثقافياً واجتماعياً، وقد تبنت مشروعات كثيرة بصفة عامة وليست بصفة خاصة، وقد احتفت كثيراً بعدد من الرموز الثقافية والاجتماعية في المملكة، سواء احتفالاً منبرياً أو من خلال إصدار كتب خاصة أو ملفات خاصة، وشاهدنا العشرات منها من خلال المجلة الثقافية الأسبوعية، وإذا أتينا إلى الاحتفال الخاص فقد سبق للمؤسسة أن أصدرت كتاب (الاستثناء) وهو من الكتب المرجعية والمصدرية للشخصية الفذة والرائدة غازي القصيبي- رحمه الله- وليس غريباً أن تواصل المؤسسة طرح هذه الفكرة وهي جديرة بها والمتوقع نجاحها وتوفقها في إبراز ما قام به الرائد القصيبي أو ما ينتجه المجتمع ثقافياً، وأعتقد أن قيام مركز ثقافي يحمل هذا الاسم سيكون رديفاً للعلم السابق حمد الجاسر وبالتأكيد أيضاً أن خطوات هذا المركز ستأخذ بالعمل الثقافي الأحدث والأكثر عصرية.
المثقف الكبير
ويعلق الأستاذ عبدالله ناصر الداود بالقول: ما قامت به صحيفة الجزيرة من فكرة اقتراح إنشاء مركز غازي القصيبي الثقافي ما هو إلا أقل واجب تجاه هذا الرجل الذي أضاء سماء بلادنا بالزخم الثقافي الكبير وإنتاج منوع ما بين شعر وسرد وصلت أصداؤه البعيد قبل القريب.