نظام ساهر هو من الأنظمة المرورية والأمنية التي يراهن عليها كل مواطن عاقل بأنها سوف تحد من داء السرعة القاتل وعدم المبالاة بأنظمة السير في شوارعنا لحماية أرواحنا ومجتمعنا من أنواع اليتم والترمل والإعاقة والخسائر في الأملاك والإصابات التي تكلف الدولة الكثير وتنهك الاقتصاد الوطني من جراء الإصابات وتوقف المنافع وتعطل المصالح الخاصة والعامة وإشغال المستشفيات بهدر طاقاتها الفنية والبشرية على إصابات وإعاقات نتاج عدم شعور المواطن بأن الشارع هو حق للجميع وليس له وحده وأن سلامة الحركة المرورية سلامة له قبل الآخرين، وتذمر بعض المواطنين من هذا النظام هو نتيجة طبيعية، فالبشر ضد كل جديد على نظام حياتهم خاصة إذا كان يتعلق بجيوبهم أو سقف حرياتهم غير المنضبطة ولو كان ذلك به ضرر على الآخرين، ولكن رغم ذلك نقول مهلاً أيها الساهر فإن دخولك على شوارعنا مثل دخول الليل على النهار نستثني من ذلك المنطقة الشرقية التي أخذت قسطا من التجريب لنظام واختيار مواقع اللوحات الإرشادية المناسبة، أما بقية المناطق لم يكن هناك توعية وتجربة للنظام كافية تجعل المواطن على قناعة ووعي بهذا النظام ولم تكن شوارعنا مهيئة باللوحات الكافية الدالة على السرعات إضافة إلى المبالغة بمبلغ المخالفة وقصر مدة فترة مضاعفة المخالفة التي تصل إلى ألف ريال والذي نرى أن تمتد إلى ثلاثة أشهر بدل شهر لأن النسبة العظمى من المواطنين تشكل مضاعفة المخالفة لديها أكثر من نصف دخلهم الشهري خاصة أن من يقع بمصيدة ساهر هم الدهماء البسطاء ثقافياً ومادياً أما أصحاب الدخول العالية من المتعلمين والتجار في المجتمع فمتصلين بالعالم الآخر ويعون أهمية هذا النظام واحترامه فعلى سبيل المثال: المبتعثون لأمريكا والأسر الميسرة التي تسافر إلى الدول المتقدمة باعتقادي أنهم أقل من يقع في شراك ساهر فدرجة الوعي عندهم مرتفعة وحاضرة نتيجة دراستهم أو معيشتهم بين أضلع الدول المتقدمة بأنظمة المرور وما نظام ساهر إلا منبه أو محفز بالنسبة لهم خلاف بقية الناس الذين لم يحتكوا بمثل هذه الأنظمة علماً أن المبتعثين يحصلون على دورة عن بلد الابتعاث قبل البعثة، إضافة إلى جرعات كافية من المؤسسات التعليمية في بلد الابتعاث ترشده بأنظمة البلد والمؤسسة التعليمية وأنظمة المرور خاصة.. لذا نقول مهلاً علينا أيها الساهر فنحن نحتاج إلى جرعة من أهمية هذا النظام في المدارس والمساجد والتجمعات المنظمة وهذا لا يمنع أن يصبح ضمن المنهج التعليمي في المرحلة المتوسطة والاستعانة بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المحلية قال تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} كما أن لهندسة المرور يداً في ذلك بوضع اللوحات في الأماكن المناسبة وقياس السرعات حسب كثافة الشوارع وانسيابها وفق مقياس رقمي وليس اجتهاد شخصي، حيث نجد شوارع عليها سرعات عالية وأخرى تخالف عليها السلحفاة.
وأخيراً نرى أن يعاد النظر في تطبيق النظام من خلال النظر بقيمة المخالفات مقارنة بمستوى الدخل للنسبة العظمى للمواطنين وفترة تسديدها وربط المخالفة بنقاط تسحب من خلالها رخص القيادة عند تجاوز نقاط معينة والتدرج بتطبيقه بشكل هرمي حتى نصل إلى سقف كامل لتطبيق النظام وتصل درجة الوعي عند المواطن إلى مرحلة الرقابة الذاتية والشعور أن الشارع للجميع وليس له وحده وتسلم أرواحنا وأملاكنا من إرهاب الشوارع كفى الله الجميع شره وفاجعته.
Drdhobaib@hotmail.com