عزيزتي الجزيرة..
قرأت ما نشرته صحيفة الجزيرة في عددها الصادر يوم الجمعة 27 من ذي الحجة 1431هـ على صفحتها الأخيرة من خلال (الكاريكاتير) الذي يعده الأخ هاجد، في الإجابة على السؤال في اختبار التعبير، وجاء فيه: (عزيزي الطالب عبّر عن نعمة البصر).
ولما كنت معنياً بالتعبير ومدرساً لمادته أفيدكم أن طالباً آخر أجاب على السؤال نفسه بما يأتي: (نعمة البصر من أعظم النعم على الإنسان، وقد قيل: إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك).
والعين وسيلة الإبصار، تصور كل ما تقع عليه من صور الأشياء الحسنة وغير الحسنة، ولذلك جاء الأمر في القرآن الكريم للرجال والنساء بالغض من أبصارهم.. ومن العجيب أن هذا الأمر ورد في سورة النور، والعين لا تبصر إلا في النور وبالنور، وعيون البشر مثل أصحابها فيها الخير وفيها الشر، فبعض العيون خائنة، قال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ...} وبعض العيون تصيب الآخرين بالأذى كما ورد في الحديث (العين حق).
أما النساء فلهن عيون قاتلة، كما قال الشاعر:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللبِّ حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا
ولهذه الخطورة الكبيرة للعين أمرت النساء بتغطية وجوههن وأبصارهن، ليس من أجل ألا يبصرن، بل لتخفيف أثر عيونهن في الآخرين، ومنع الرجال من إدامة النظر إلى النساء لحفظهن من العيون الخائنة التي لا تراعي الحرمات، لأن النساء في الإسلام لهن مكانة عالية يجب حفظهن.
وأخيراً أرجو من أستاذي الكريم ومعلمي الفاضل أن ينتبه إلى العيون الخائنة التي تسرق في الاختبارات مما حولها، وأن يغض البصر عن بعض أخطائنا في الأوراق، وأن يحرص على تعليمنا أكثر من تأنيبنا) (انتهت ورقة الاختبار).
شمس الدين درمش - معلم مادة التعبير