كتب - طارق العبودي
قبل 4 سنوات أو تزيد قليلا، وفي مباراة دورية جمعت الهلال والنصر أطلق حكم الصالات الدولي سعد الكثيري صافرة غريبة ومفاجئة محتسبا (ضربة جزاء) لمصلحة النصر بعد أن (أسقط) مهاجمه محمد الشهراني نفسه على خط الـ 18 لمجرد اقتراب مدافع الهلال البرازيلي تفاريس منه، تقدم لها عصام المرداسي فسددها ونجح الدعيع في التصدي لها لترتد الكرة إلى سعد الحارثي مسجلا هدفا للنصر فانتهت تلك المباراة بالتعادل 1-1.. ووقتها اتفق جميع الخبراء والنقاد والمحللين والإعلاميين وحتى الجماهير على عدم صحة قرار الحكم، بل إن بعضهم أسماها بلنتي (الوايرلس).
مضت أكثر من 4 سنوات وبقي الكثيري عاجزا عن تطوير نفسه.. لم يستفد من أخطائه.. لم تنفعه خبرته العريضة.. لم ينجح في قيادة الكثير من المباريات التي كلف بها رغم تفاوت قوتها.. ولن أقول بقي يراوح في مكانه بل ازداد سوءا رغم محاولات الترقيع له من قبل لجنة الحكام.
ففي مباراة التعاون والهلال التي جرت في بريدة مساء الجمعة (مثّل) أو(تحايل) أو (خدع) أو (تذاكى) - سموها ما شئتم - لاعب التعاون حسن الشهري فأسقط نفسه داخل منطقة الهلال بمجرد اقتراب عبد اللطيف الغنام منه، فلم يكذب الكثيري خبرا فأتى منطلقا من منتصف الملعب ليحتسب ضربة جزاء للتعاون جاء منها الهدف الأول.
وبعدها بدقائق قام حارس الهلال حسن العتيبي بعرقلة الشهري نفسه ولم يحتسب الكثيري شيئا مكملا اللعبة، ليرتكب العتيبي (حماقته) التي لا تغتفر بذهابه للاعب والاحتكاك به حتى ولو لم يستخدم يده.. فاتجه الكثيري للعتيبي بقصد إنذاره قبل أن ينصاع لرأي وطلب مساعده ويحتسب ضربة جزاء أخرى للتعاون جاء منها هدف التعادل.
وبغض النظر عن كون الشهري بالغ في التمثيل والخداع في الحالتين إلا أن قرارات الكثيري لم تكن صائبة وأثرت في نتيجة المباراة، ففي الحالة الأولى ووفقا لما قاله كل المحللين كان من المفترض أن ينذر الشهري لتمثيله بدلا من أن يكافئه بمنحه ركلة جزاء.. وفي الحالة الثانية كان من المفترض أن ينظر للحادثة من بدايتها ويسأل نفسه لماذا فعل العتيبي فعلته ؟! فالواضح أن شهري التعاون تلفظ عليه بكلام غير لائق وهو ما كان واضحا في اللقطة التلفزيونية.
إن ما قدمه دولي الصالات سعد الكثير في مباراة الجمعة والذي جاء امتدادا لما كان يقدمه في مباريات وفي مواسم مضت وهو الذي عصرته الخبرة واقترب من الاعتزال يضع أكثر من علامة استفهام وتعجب حول مستوى التحكيم السعودي ويجعلنا نضم أصواتنا لأصوات الكثيرين الذين طالبوا مرة ومرتين وألفا باستمرار استدعاء الصافرة الأجنبية، فهي على الأقل أكثر قبولا لدى اللاعبين والإداريين وأكثر شجاعة وأقل أخطاء، وإن أخطأت فأخطاؤها ليست بدائية كتلك التي يرتكبها الكثيري وآخرون.