تمثل جزيرتا أم القماري وجهاً جمالياً أخّاذاً لمحافظة القنفذة، لما تتمتعان بها من بيئة بحرية نظيفة - ومن شعب مرجانية حيّه ورمال تزيد من بهجتها وجمالها، مما يدعو ممن يهمه الأمر ورجال المال والأعمال إلى سبر أغوار ما حولهما من جزر، وإلا فإنّ جزيرة أم القماري محمية صيد القماري، وان يستدعي الأمر إلى كشفها من جديد واستثمار ما حولها استثماراً أمثل، فهي ثروة بحرية مغمورة.
جزائر أم القماري - هي شبه أرخبيل يتكون من جزيرتي أم القماري وجزر أخرى منها ما هو مكتشف، ومنها ما هو فقط معروف لدى قدامى صيادي القنفذة، ومن تلك الجزر جزيرة تذكار - جزيرة مسكه - جزيرة شاكر وخلافها، ولأنّ طيور القماري لا ترى إلاّ في جزيرتي أم القماري لما يتوافر بالجزيرتين من الغطاء النباتي الملائم لطيور أم القماري، ومن تلك الشجيرات أشجار الأراك والحمض والصاب، لذلك تسمّت بذلك الاسم، وإلا فإنّ حول الجزيرتين من الجزر ما يجعلنا نطلق على المنطقة - مجازاً - شبه أرخبيل القنفذة الذي ينتظر الكشف والغوص في تفاصيله من جديد، فأغلب تلك الجزر بكر لم يتم كشفها حديثاً لمعرفة ما هي عليه طبيعياً في الوقت الحاضر.
موقع جزيرتي أم القماري
تقع إلى الجنوب من مدينة القنفذ بحوالي 25 كلم، فيما تبعد عن حرف الشاطئ بنحو ثلاثة أكيال وللتفريق بين الجزيرتين من الناحية الجغرافية، فقد أطلق أحد الباحثين على الأولى جزيرة أم القماري البرانية والأخرى جزيرة أم القماري الفوقانية، وبينهما مسافة ثلاثة كيلو مترات، فلكياً تقع الأولى على درجة عرض 59 - 18 شمالا وخط طول 4106 شرقاً، والثانية على درجة عرض 58 18 شمالاً وخط طول 04 -41 شرقاً، مساحة الأولى 120000 متر مربع، والثانية الفوقانية 62500 متر مربع.
الخصائص الطبيعية والجمالية للجزيرتين
أفادنا الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي في كتابه أشكال سطح أرض المملكة العربية السعودية - ط 2 ص 209، ما يثبت ما ذهبنا إليه من أن هذه المنطقة البحرية منطقة جذب وجمال بحري طبيعي أخّاذ، فماذا أورد..
أورد ما نصه (وشواطئ الجزيرتين تتميز بجمالها حيث تغطيها رمال بيضاء كلسية وخشنه نظيفة فلا يوجد بها أي أثر من آثار التلوث).. إلى قوله في ص210 ما نصه: (وتمتاز الشعب المرجانية حول الجزيرتين بأن بعضها حي مما يجعل منها مكاناً مثالياً لدراستها وتتبع مراحل نموها مع الأحياء البحرية الأخرى).. (انتهى التدليل على أهمية الجزيرتين).
وللتدليل كذلك على أن مجموع الجزر الأخرى خلاف جزيرتي أم القماري والجزر المذكورة حولها آنفا، يمثل ما نطلق عليه - مجازاً - شبه أرخبيل القنفذة الممتد من شمال جزر دوقة البحر حتى حلي البحرية ما نذكر منه هنا جزراً على سبيل المثال لا الحصر، فمنها ما هو معروف فقط لدى قدامى الصيادين ويخفى على الكثير، ومنها ما هو معروف على الورق فقط ومجهول على الطبيعة، فإلي عدد من جزر شبه ارخبيل القنفذة منها:
جزيرة السمدان - البطاين - أم الحمض - جبل دوقة - أم علي - سبهان - أم الراك الدانق - الظهرة - السادة = جبل الصبايا معروف - أم العشم وهي تمتاز بالشعب المرجانية الجميلة التي يتجمع في ثناياها أنواع متعددة من الأسماك والسلاحف والأعشاب البحرية -.
ونكاد نجزم بأن هناك من الآثار البحرية ما تحتوي عليه جزر مثل جزيرة شاكر وجزيرة مسكه، فضلاً عما تتمتع به الجزر من خصائص جمالية جاذبة الشاهد وكما هو موضح بالخريطة المرفقة لموقع جزيرة أم القماري أن هناك جزراً موغلة في القدم لم تكتشف كشفاً علمياً دقيقاً يسبر ما تحتويه من أسرار تاريخية.