على هامش الحديث عن وثائق ويكيليكس في مجلس أستاذنا عبدالله بن محمس آل عاصم طلب مستضيفنا من نجله حمد إحضار وريقات في مظروف من داخل المنزل، ثم شرع متحمساً في قراءة مضمونها على الحضور، وهي تتحدث عن شخصيات عامة قبل قرابة القرن ونصف القرن من وقتنا هذا، هذه الوثائق تتحدث عن هؤلاء الرموز بطريقة تختلف عما هو مشهور عنهم، وكان مستضيفنا يميل إلى ما في هذه الوثائق ولا يلتفت إلى المشهور بين الناس. زميلنا الأستاذ نايف الوسمي سأله عن مصدر هذه الوثائق أو الوثيقة المطولة التي قرأ علينا نصها، فاعتذر المستضيف بأنه لا يستطيع البوح بمصدر الوثيقة.
وهنا أتوجه إلى القارئ الكريم بسؤال: هل الوثائق التي ظلت حبيسة الأدراج والمكتبات عقوداً تُغيّر قناعاتنا في أشخاص سيرتهم ملء السمع والبصر؟
وهل الشهرة سياج يحمي رموزنا من الوثائق والأقوال التي تسير عكس الاتجاه؟
مع وثائق ويكيليكس صرحت بعض الدول بأنها لا تلتفت لهذه الوثائق، وأنها لا تغيّر شيئاً في السياسة الخارجية لهذه الدول بغض النظر عما جاء في هذه الوثائق.
وهل هذا ما يلتزم به مؤرخونا حين تأتي وثيقة تسبح ضد التيار؟
هل سيعملون بمضمونها؟
أم أن كثرة المعلومات والروايات تغلب شجاعة الوثائق؟