نشر عبر صحيفة الجزيرة خبراً مفاده أن امرأة أمريكية اسمها أوبرا وينفري وهي مقدمة برامج
في التلفزة الأمريكية تبرعت بأكثر من أربعين مليون دولار أمريكي للأعمال الخيرية يشمل دعم التعليم والبرامج الأخرى التي تعنى بالنساء والأطفال!!إ ن من يقرأ هذا الخبر يدرك أهمية أعمال الخير وأهمية العطاء والتبرع في حياة
الناس لأنه يساعد فئات كثيرة على التغلب على ظروف الحياة وقوتها وبالتحديد أصحاب الحاجات والمعسرين والأطفال والأرامل والأيتام وغيرهم ممن أراد الله لهم أن يكونوا بحاجة إلى المساعدة وإلى الدعم والبذل والعطاء!!
ياللعجب نساء في أمريكا غير مسلمات يقدمن الملايين لأعمال الخير ويساهمن في رفاهية المجتمع ومساعدة أطفاله ونسائه وعلى مستوى الولايات المتحدة الأمريكية!! وبالمقابل نجد رجالا ونساء مسلمين في وطننا العربي يملكون المليارات ويتسابقون في التكاثر منها ويحجمون عن أعمال الخير في أوطانهم ومجتمعاتهم.
وفي بلادنا بالتحديد نسمع عن سيدات الأعمال ونسمع عن رجال الأعمال والتجار ونسمع عبر المجالس وبعض الوسائل الإعلامية عن مراكزهم التي يحتلونها بين أغنياء العالم: وبالتالي نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.. مع علم هؤلاء أن هناك في المجتمع السعودي يوجد الفقراء ويوجد الأيتام والأرامل والمديونين وهؤلاء جميعاً لهم حق أقره الإسلام على كل ميسر بأن يساهم في مساعدتهم والبذل لهم!! ولكن يبدو أن كثيراً من أصحاب رؤوس الأموال لا يدركون معنى التكافل الاجتماعي ولا يقدرون معنى البذل والعطاء ولا يستوعبون معنى الحديث الذي يؤكد على أن الدال على الخير كفاعله لأن هناك من يحاولون عمل الخير يؤكدون أنهم عندما يذهبون إلى أصحاب الملايين ويعرضون عليهم أوراقا ثبوتية تخص أسرة محتاجة أو أيتاما يتفاجأون بإلقاء هذه الأوراق بوجوههم من قِبل أصحاب المليارات ويسمعون منهم كلاما لا يليق بإنسانيتهم!! أما الأخوات سيدات الأعمال فإن همهن الوحيد نشر أخبارهن وصورهن عبر الصحف ولم نسمع ولم نقرأ ولو مرة واحدة بأن إحداهن تبرعت بأي مبلغ كان لأسرة أو لأيتام وغيرهم.
وهذا يؤكد بأن نزعة الشح طالت كثيراً من رجال الأعمال وسيدات الأعمال وهذه ظاهرة سيئة تخالف ما أمر به الإسلام وتتعارض مع طموحات المجتمع وآماله بأن يصبح كالجسد الواحد والذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى. إن هذا الشح يغيّر النظرة التي ينظر بها الكثير من البشر إلى من رزقهم الله بالمال لأن الجميع يعتقد أن البذل هنا وأن الكرم هنا ولكن هؤلاء لم يعلموا أن كثيرا من أصحاب المليارات لم يكلفوا أنفسهم بمساعدة أقرب الناس لهم!!
والسؤال هل يغار رجال الأعمال والتجار وسيدات الأعمال من هذه السيدة الأمريكية ويبذلون المال وعلى أقل تقدير زكاة أموالهم ودفعها لمن يستحقها واعلموا يا أصحاب المليارات أن الإنسان في قبره لا يأخذ معه ولا هللة واحدة فعودوا إلى الحق وابذلوا المال لأن البخل عادة مذمومة تعوّذ منها سيد البشرية صلى الله عليه وسلم فهل من مجيب؟!