|
الجزيرة - مصعب بن عمير - هبة اليوسف / تصوير - فتحي كالي:
أشار اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية إلى أن غياب النشاط المدرسي اللاصفي وخصوصاً بالمدارس الثانوية هو أحد أسباب انجراف الشباب خلف الفكر الضال وذلك بسبب الفراغ الذي يعيشه شبابنا في حياتهم مما ينعكس عليهم سلباً ويجعلهم عرضة للانجراف خلف التيارات الفكرية المختلفة حيث يتيح لمن يريد أن يصطاد في الماء العكر أن يجد ضالته في هؤلاء الشباب المتحمسون والذي يعيشون فراغاً محبطاً لتجنيدهم لصالح هذه الفئات التي تجد فيهم فريسة وصيداً ثميناً توقع به من خلال مواقعها الإلكترونية التي تشحنها بالعواطف والغيرة على الوطن والدين مخبأة خلف هذه العبارات الرنانة نواياها الخبيثة لتترك الشباب في صراع نفسي يشعرون خلاله بتأنيب الضمير وبأنهم بلا أحساس وأنهم متخلون عن واجبهم تجاه دينهم ووطنهم والمسلمين أجمع ليدفع بهم حماسهم في مصيدة هذه الفئة ويكونون بعدها طوع أمرها ومستعدون للموت من أجلها، وفي ذات السياق عبر عن سعادته ووجه شكره لجامعة الملك سعود وعلى رأسها الدكتور عبدالله العثمان على سعيهم للمشاركة في الهم الأمني قائلاً: ما يثلج الصدر هو ما شاهدته اليوم من مشاركة الطلاب والطالبات في البناء والتطور وما تعرفت عليه من الجهود والأنشطة التي نظموها هي خطوة رائعة من الجامعة لحماية شبابنا من التأثيرات الفكرية حيث قطعت على الفئات الإرهابية الضالة الطريق للوصول لهذه العقول النيرة وذلك بإشراكها في المعرفة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وهذه المشاركة الفاعلة زودتهم بالقدرة على نقاش وتحليل كل ما يتلقونه من أفكار قبل الانجراف لها مما يجعلهم قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة وحماية أنفسهم ودينهم من كل من يحاول العبث به واستغلاله للوصول لمصالحه الخاصة، حيث سعت تلك الجهات الضالة لاختلاق مشكلة بمسمى (الفكر الضال) يخفونها تحت عباءة الجهاد للوصول لأهدافهم السيئة وهي تشويه صورة الإسلام والمسلمين وجعلنا عاجزين عن اللحاق بركب التطور وبالتالي عدم قدرتنا على اتخاذ موقعنا المناسب كأمة إسلامية وسط هذه التغيرات مثل بقية دول العالم لنصحو فجأة بعد أن سبقنا العالم ونحن نقبع في مكاننا منشغلين بحل مشاكل هذا الفكر الذي يديره أشخاص حسب أهوائهم لتحقيق رغباتهم الشخصية متخذين الدين مضلة لهم, جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها تحت بعنوان (الفئة الضالة) وسائل وأساليب التغرير والتجنيد صباح يوم أمس الأربعاء في اللقاء العلمي الثاني لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود الذي نظمته الجامعة ممثلة في برنامج الشراكة الطلابية خلال يومي الأربعاء والخميس في مقرها بالرياض ويهدف اللقاء الذي يعقد تحت رعاية معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، إلى تحفيز ثقافة البحث لدى الطلاب والطالبات عن طريق جوائز نقدية تصل قيمتها إلى أكثر من مليون ريال وبين الدكتور عبدالله العثمان مدير الجامعة أن أحد أهم مصادر الاقتصاد المعرفي هو العنصر البشري وأن الشعوب تتنافس على الاهتمام بهذه العنصر.
مشيراً إلى أن جامعة الملك سعود تستهدف في عام 2015 أن تدخل ضمن أفضل 100 جامعة في تصنيف شنغهاي لأنه يعتبر خارطة طريق للجامعات، وأن تنشر 10% من إنتاج دولة كوريا الجنوبية في النشر لأن هذه الدولة هي المرجعية الآن في الاقتصاد المعرفي لأنها رقم 3 في تصدير براءات الاختراع بعد أمريكا واليابان وأعرب معاليه عن أمله بأن تكون نسبة 10% من إجمالي النشر براءات اختراع و5% منها مسجلة في مكاتب التسجيل الأمريكية، منوهاً معاليه ببرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي والذي أصبح بمثابة الجامعة التي بها 100 ألف طالب يدرسون بأفضل الجامعات العالمية ومكن المملكة أن تحتل المرتبة الثالثة بعد الصين والهند في الابتعاث الخارجي والمرتبة الأولى إذا ما قورن ذلك بعدد السكان.
وقال معاليه إن هذا المؤتمر جسد عنصري الثروة على أرض الواقع وهما الفرد المتعلم والأفكار فالطلاب والطالبات المشاركين فيه هم نخبة الشباب المتعلم ولديهم أفكار جيده تجسدت في المعرض وطرح الباقي منها في صورة أبحاث، مشيراً إلى أهمية الدور الذي يلعبه الطالب في عملية تطوير الجامعات والذي لا يقل بأية حال عن نسبة 75% لأنه شريك إستراتيجي، منوهاً بضرورة التوجه إلى التعلم وليس التلقين مبيناً أن جامعة الملك سعود أصبحت تمتلك الكثير من البرامج التطويرية التي يندر أن تملكها جامعة في العالم وهذه فرصة يجب أن يتنافس عليها الطلاب والطالبات حتى لا يتخرج الطالب ليتسول العمل بل يمتلكه قبل التخرج مؤكداً أن الدولة ستسعد بذلك جداً عندما يقدم الطالب فرصة عمل لنفسه ولغيره.
وقال معاليه إن الجامعة خصصت مبلغ 25 مليون ريال في شركة وادي الرياض لإقراض الطلاب أصحاب الأفكار وهيئت لذلك العديد من مراكز البحوث، معلناً أن الجامعة اختارت دولة كوريا الجنوبية لتكون مقصداً لرحلة جامعية للطلاب المتميزين في اللقاء العلمي الثاني.
وبيّن الدكتور العثمان الحديث عن الاقتصاد المعرفي أصبح كثيراً لأن قدرة الاقتصاد لا تقاس بضخ الأموال فقط ولكن بخلق فرص عمل للأجيال المقبلة وهي من أفضل هذه الاقتصاديات وهو الذي مكن الجامعات أن تكون المحركات الرئيسية للمجتمعات.
فيما أشار بدوره الدكتور فهد القريني المشرف على الفريق المنظم للقاء العلمي الثاني إلى أن اللقاء العلمي الثاني شهد قبولاً واسعاً في أوساط طلاب وطالبات الجامعة، حيث سجل في موقع المؤتمر أكثر من 2000 طالب وطالبة، وقدمت أكثر من 1600ورقة بحث في 20 فرعاً من فروع المعرفة من كل مراحل البكالوريوس والدراسات العليا، كما تم تخصيص جائزة خاصة لهذا العام للبحوث في فرع «الأمن الفكري» حيث قدمت الطالبات قرابة الـ45 بحثاً في قضايا الأمن الفكري وأضاف: يعتبر هذا اللقاء من ضمن مشاريع برنامج الشراكة الطلابي بتنظيم طلابي لما يقارب 300 طالب وطالبة، حيث عكفوا على تنظيمه فترة 5 أشهر، عمل فيها الطلبة على القيام بكل تفاصيل هذا اللقاء العلمي من تنظيم إداري وتخطيط وحملات إعلانية في الجامعة، وتأسيس الموقع واستقبال وتنظيم تحكيم البحوث والمعرض ودعوة المحاضرين من داخل وخارج الجامعة.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي ترجمة لجهود الجامعة الرامية لإشراك الطالب في العملية التطويرية للجامعة، ويعتبر اللقاء العلمي الثاني استعداداً وتهيئة لطلاب وطالبات الجامعة للمشاركة الفاعلة في المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي، والذي سيقام بنهاية مارس (آذار) المقبل، حيث تتطلع من خلاله الجامعة لتحقيق الريادة العالمية من خلال ريادتها على الجامعات السعودي، وأكد القريني أن المؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم العالي يعتبر المنعطف الحقيقي للجامعات السعودية، الذي تهدف من خلاله وزارة التعليم العالي للوصول للهدف المنشود في التنمية المستدامة من خلال الاهتمام بالأبحاث والتطور والتقدم العلمي في كل المجالات, هذا كما دشن مدير الجامعة المعرض المصاحب للقاء العلمي.