تنتشر في أرجاء المعمورة منظمات وجمعيات حقوق الإنسان، وتتدخل الدول النافذة في الشؤون الداخلية للدول النامية بحجة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتخضع الجوائز العالمية الكبرى لأهوائها السياسية خدمة للمصالح الغربية حتى أصبحت جائزة نوبل سلاحاً للتشهير بالدول التي لا تخضع لتوجهاتها وترفض ارتداء جلباب الديمقراطية الذي قد يصلح للشعوب الغربية، ولا يتجانس مع أمم وشعوب أخرى متعلقة بدياناتها وثقافاتها التي تمنحها وضعاً -في رأيهم- أفضل بكثير مما يطرحه الغرب.
ثقافة الغرب وفلسفتهم التي يسعون لفرضها على الشعوب الأخرى تفرض آليات وأنماطاً سلوكية والتزامات حقوقية يريد الغرب فرضها على الدول والشعوب النامية، توافقاً مع نهج فرض ثقافة الأقوى وإجبار الضعيف على تقبل ثقافة المنتصر، وصنع آليات بل وحتى مؤسسات ومنظمات دولية لمحاكمة من لا يتقبل هذا النمط من العمل الدولي، وأضاف إليها منظمات وجمعيات للتشهير بالشعوب والدول التي لا تأخذ بالمعايير الغربية.
الأفارقة والعرب والصينيون وحتى الروس دائماً تحت طائلة الاتهام وخاضعين للرقابة، يُشهر بقادتهم ويُقدَّمون للمحاكمات الدولية التي وضعَ قوانينها الغرب، ويُكرَّم كل من يروج للثقافة والنمط الغربي حتى وإن تعارض مع ثقافة قومه وأمته.
أما من ينتمي إليهم ويعلن إيمانه بالثقافة الغربية دون أن يعمل ب»محسناتها» كالديمقراطية أو حقوق الإنسان، أو يقصر العمل بها على جنسه وطائفته، في تعامل فظ للعنصرية كما هو حاصل الآن في الكيان الإسرائيلي فذلك خارج المسألة والحساب، بل يُحاسب كلُّ من يشير إليه أو يطلب الضغط عليه للكف عن هذه الأعمال المرفوضة، أما حين يتجرأ زعيم أو دولة أفريقية أو آسيوية عربية أو بوذية، فمحكمة الجزاء الدولية بالمرصاد لكل من يخرج على قوانين الغرب.
قادة الصهاينة يُكرمون ويُمنحون جوائز نوبل، أما إشعارات فرض المثول أمام محكمة الجزاء الدولية فمن نصيب القادة الأفارقة.
خرق واضح للعدالة والسلوك الإنساني وتطبيق أمثل لفعل شاذ يأخذ بأسلوب الكيل بمكيالين.
JAZPING: 9999