لماذا يغضب بعضهم عندما يخالفه إنسان في رأي؟
لماذا ينفعل الواحد عندما يحاوره شخص فلا يتفق معه في وجهة نظره..؟!
هل يغفل المحاور منا أن الاختلاف في الرأي بين الناس حقيقة سرمدية أقرها القرآن الكريم في آية كريمة أجزم أن من يقرؤها ويتدبرها سيمتلئ باليقين حول هذه الحقيقة.. والآية هي:
?وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ? (118) سورة هود.
ترى، بعد هذا..
هل نعترض - نحن البشر - على إرادة الله في اختلاف الناس، وتباين تصوراتهم وآرائهم.
إن الاختلاف في الرأي يحتم علينا ألا نغضب من بعضنا عندما يختلف أحد معنا في أي طرح، وأن يستمر الحوار معهم، بهدف الإقناع أو الاقتناع، الإقناع لهم، أو الاقتناع بوجهات نظرهم.
إن الخطأ في الحوار يبدأ من الجزم بأن الصواب معنا ونحن نحاور «الآخر» بينما الصحيح أن ننطلق من بحثنا عن الصواب سواء كان معنا أو مع غيرنا.
وكم يجمل بكل محاور أن يتمثل - وهو يحاور - قول الإمام الشافعي: «ما ناظرت أحداً إلا وتمنيت أن يجري الحق على لسانه».
لكن من يستطيع أن يبلغ تلك المنزلة في أدبيات الحوار.. إنه لا يقدر على ذلك إلا أولو العزم من المحاورين، ولكن لعلنا نقدر - على الأقل - على تقبل الصواب عندما يجيء من غيرنا حتى ولو لم نتمناه منهم.
إن الحوار - بدون - هذه القيمة الأخلاقية يصبح شجاراً لا يقر حقاً، ولا يثبت صواباً.. بل إنه لا يجلب إلا لجاجاً، ولا يزرع إلا شحناء تبقى في الصدور، وبالتالي تباعد بين القلوب وبين الآراء أيضاً.
=2=
في بيوتنا
كهربائيات وسباكات..!
من أجمل الأخبار التي قرأتها: قيام جامعة الملك سعود بتدريب سيدات على مهن السباكة والكهرباء وغيرها، عبر دورات نسائية مهنية وفنية على صيانة وإصلاح أعطال الكهرباء، والأدوات الصحية والتكييف وأجهزة الكمبيوتر، وأسعدني - كما جاء - في الخبر أن هذه الدورات تحظى بإقبال كبير من السيدات وهذا الجهد الموازي يأتي مسانداً لدور المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني التي تخرجت منها أول دفعة من المتدربات على العمل التقني، وقبلت آلاف المتدربات في مختلف ميادين التقنية وبودي لو توسعت في مجال تدريب الفتيات على الأعمال المهنية المطلوبة.
إن مثل هذا التدريب - أولاً - سيخلق فرص عمل أمام المرأة في ميدان شريف مثل سباكات وكهربائيات أو بالأحرى متدربات على أمثال هذه المهن التي يتم الاحتياج لها بالمنازل، كما سيحل مشكلة الأسر التي ليس لديها رجال إما لرحيلهم عن الدنيا أو لغيابهم بسفر؛ فالآن سيكون ميسراً أمام هذه الأسر والسيدات استدعاء هؤلاء المهنيات بالهاتف وهن في بيوتهن ليقمن بإصلاح أي خلل كهربائي أو سباكي وما شابه ذلك في منازلهن وسيكون جميلاً عندما تقوم ربات البيوت أو بعضهن بإصلاح الأعطال البسيطة في الكهرباء والمغاسل والمكيفات.. إلخ. وأخيراً إنني أحيي سيداتنا الكريمات اللواتي التحقن بهذه الدورات وهن أهل لكل عمل شريف ولعلهن يكن «أبرك» من بعض الرجال الذين اعتادوا الترف وإنابة العمالة عنهم في أي عمل يتطلب الحركة والنشاط. ولنر بعد اليوم تشمير سيداتنا عن سواعدهن ولكن لينتبهن لمتطلبات السلامة عندما يصعدن السلالم فهن غاليات علينا!
=3=
الأندية الأدبية
بين النشاط والبيات
المراقب للحراك الأدبي يلاحظ أن بعض الأندية الأدبية لها نشاطها الواسع المنبري والطباعي مثل أندية الرياض، المدينة، تبوك، الباحة وربما غيرها.. لكن هناك أندية إما أنها تعيش بياتاً شتوياً وصيفياً أو أنها تطرح فعاليات ثقافية لا تشد الجمهور لأنها لا تخاطب الحاضر أو المستقبل.
الغريب أن ميزانية الأندية واحدة لكن الفارق كبير بين نشاط ناد وضعف ناد آخر. لعل تشكيل مجالس إدارة منتخبة بالأندية خلال العام القادم يحرك مسار بعض الأندية الأدبية حتى يكون لها عطاؤها وحراكها.
=4=
آخر الجداول
قال الشاعر:
«أقلل عتابك فالمقام قليل
والدهر يعتب تارة ويميل»
فاكس 4565576