الجزيرة- فن:

كشف فنان العرب محمد عبده أن سببب تألقه ومحافظته على شبابه يعود إلى أنه يغني بإحساس ومن قلبه، ولأنه من منطقة عسير التي يمتاز أهلها بأنهم يظلون شباباً مهما كبروا, مؤكداً في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس الجمعة على هامش مهرجان الدوحة للأغنية العاشر أن الأغنية الخليجية أخذت اليوم مكانتها وفرضت نفسها لما فيها من أصالة وارتباط بالأرض كلمةً وتلحيناً وأداءً، وطبيعي أن تتلاحق الأصوات لتأخذ نصيبها من هذه الحصة، وكثير من الأصوات اللبنانية أثبتت جدارتها مثل يارا.

وأشار فنان العرب عن غياب بعض الفنانين عن المؤتمرات الصحافية بأنه لا يضع نفسه محامياً عنهم ولكن لا بد من النظر إلى الطرف الآخر, وأسف لبعض من الصحفيين الذين يتصيدون لسلبيات الفنان وأن الإنسان له أخطاء وهفوات، وهذا قد ينفر الفنانين من الحضور ولا بد أن لكل فنان عذراً.

ورد محمد عبده حول ما صرح به وهو أن خلاف فيروز مع أولاد الرحابنة دعاية وترويج لها، فقال إنه من أشد المعجبين بالسيدة فيروز، وهي الباقي لنا من زمن المبدعين وفي تصريحه قصد أن أي حفلة تقدم لها دعاية وحتى أم كلثوم كانت تعمل لها دعاية قبل الحفل، مشيراً أن تصريحه كان عادي.

وبالنسبة لحضوره إلى الدوحة قبل الفنانين وأولهم ذكر أن هذا من حبه للدوحة وخاصة في هذا الفصل الجميل أولاً، وثانياً ليحظى بوقت كاف مع الفرقة الموسيقية التي ستكون مشغولة ذهنياً ومكانياً مع فنانين كثيرين وعندما حضر كان يتوقع أن يقدم شيئاً أكثر من الذي أعده ولكن الفرصة لم تسنح وبالتالي سيقدم فقط الذي أعده مع الفرقة، وأما عن ما قيل أنه سيقدم مفاجأة قال: إنها تكهنات صحفية.

وأوضح أن محمد عبده هو محمد عبده الذي تسمعه الجماهير في جميع مراحله ولكن هناك أغنية تفرض نفسها لتوافقها مع المزاج والحالة الاجتماعية للناس والنص وإن توافرت فيه فرص نجاح عناصره من كلمات ولحن وأداء يظل بنقصه البعد الاجتماعي فأغنية (ابعاد) أتت في وقت يناسب نفسية الناس والمجتمع محتاج لها وكذلك أغنية (ايوه) و(لا تردين الرسايل) إلى أغنية (الأماكن) حيث جاءت في وقت كان الناس يحتاجون لمثل هذا النص الوجداني المعبر، لأنها نجحت في عناصرها الفنية وتوافقها مع ذائقة المجتمع والجمهور. وعلّق على احتضانه للفنانين أنه لا يسميه احتضاناً وإنما هو تقديم فرص لموهوب الناس بحاجته كما فعل عمالقة الفن مثل وديع الصافي مع نجوى، وفي النهاية الصوت الجميل هو الذي يفرض نفسه. وعن ما يُقال عن أن سبب ظهور الأغاني الهابطة غياب الفنانين الكبار وقلة إنتاجهم، وضَّح أن في كل وقت وعصر يقال نفس الكلام كما حدث للأفلام وإذا هي تتطور، وهذا الجيل يريد أن يثبت مكانه ومن حقه أن نتركه ليكتب تاريخه بيده، يخطئ ويصيب وفي النهاية يبقى العمل الصحيح والزائف يزول .

ورداً عن سبب اختياره لأن يكون مع مطربة في ليلته مثل أحلام العام السابق وهذه السنة للطيفة ونوال في هلا فبراير بالرغم من أنه كان متحيزاً لصوت أحلام، قال: «إن الصوت النسائي مع مطرب يلطف الجو، وأنا أحب صوت نوال وهو خليط بين الغناء العراقي والكويتي أما أحلام فصوتها خليجي (صافي)، وأحلام اشتهرت على النطاق العربي بالصوت الخليجي وهذا هو قصدي ولو أنني لا أحب صوت نوال لما قدمتها في مهرجان الجنادرية كأول صوت نسائي».

وأكد أهمية الاستوديوهات المجهزة وأن مصر اهتمت بها كثيراً وبالموسيقى حتى أنشأت لها معاهد ومدارس وجعلت قيمتها كقيمة الطب والهندسة، ورغم التطور ودخول الموسيقى عصر التكنولوجيا إلا أن الورشة الموسيقية مهمة، وختم مبيناً أنه لا شك أن هناك أغنية تصلح للمسرح وأخرى لغيره وأنه جرب ذلك.