دون السقوط في دائرة التعصب والعنصرية؛ فالصراع الذي فُرض علينا نحن العرب أن نخوضه مع الصهاينة الإسرائيليين لا يمكن أن نصنفه صراعاً يدور في دائرة العنصرية والتعصب؛ لأن هذا الصراع فُرض علينا بوصفنا فلسطينيين أولاً، وعرباً ثانياً، ومسلمين ثالثاً.
فنحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين لم نسعَ إلى خصومه أو إلى عداوة أو إلى الحرب مع اليهود؛ فقد كانوا مكرمين ومحميين كما يجب أن يُعامَل قوم يحظون باتفاقيات الحماية والعهود، إلا أن الصهاينة ورّطوا اليهود بإغرائهم بأرض الميعاد، ولكي يحصلوا على وطن الميعاد عليهم أن يطردوا أصحاب الأرض الأصليين (الفلسطينيين)؛ فخُلقت العداوة وشُنَّت الحروب التي منطلقها إقدام الصهاينة على سلب حقوق الفلسطينيين أرضاً وحرية وهوية؛ ولهذا فإن مَنْ صنع التعصب والعنصرية في المنطقة العربية، والذي جلب إليها الحروب والعداوات، هم (الصهاينة)؛ فضمن أعمالهم المستمرة والمتواصلة في هذا الشأن أن العام المنصرم 2010، الذي ودعناه أمس، حفل باعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي 4168 مواطناً ومواطنة فلسطينية، بمتوسط 347 حالة اعتقال شهرياً، بمعدل 11 حالة اعتقال يومياً.
وفي المقابل سجَّل العام الماضي انخفاضاً في عدد العمليات الفلسطينية الموجَّهة ضد الاحتلال والمستوطنين مقارنة بعام 2009، الذي شهد 1354 عملية، في حين انخفضت هذه العمليات في 2010م إلى 798 عملية، وقد نتج من هذه العمليات قتل 9 إسرائيليين وإصابة 28 إسرائيلياً، ولم تقع أي عملية فدائية.
في المقابل صعّد الإسرائيليون من أعمالهم العدائية ضد الفلسطينيين؛ إذ تؤكد إحصائية صادرة عن اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ بمستشفيات قطاع عزة - حصلت الجزيرة على نسخة منها - أن 16 شهيداً فلسطينياً قضوا برصاص وقذائف وصواريخ الاحتلال الصهيوني خلال شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي 2010م «فقط»، ضمن عمليات استهداف واغتيال ومواجهات عسكرية، إضافة إلى وقوع 38 مصاباً، وقد نفذت قوات الاحتلال الصهيوني خلال ديسمبر أكثر من 105 اعتداءات على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، وبلغ عدد الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو الصهيوني 17 غارة جوية، أطلقت خلالها صواريخ باتجاه أهداف مدنية، فيما أطلقت قوات الاحتلال 35 قذيفة مدفعية.
هذا ما ارتُكب ضد أهل غزة فقط؛ ليكون الصهاينة قد أنهوا عاماً مضيفين إلى سِجِلهم خزياً آخر، وإضافة إجرامية بحق شعب بريء.