جدة - عبدالله الدماس - خالد الصبياني / تصوير - محمد شاجع:

أجمع عدد من سكان مجمع (أم الخير) السكني بأبرق الرغامة على أن الأمانة تتحمل نتيجة غرق منازلهم؛ لأنها لم تقم بالعمل على صيانة قنوات تصريف الأمطار بالشكل اللازم؛ ما حدا بكمية الأمطار إلى التجمع في محيط الفلل؛ لتغرق بذلك الأدوار السفلية. مطالبين الأمانة والجهات المختصة الأخرى بفتح أكثر من قناة، فيما استنفرت أمانة جدة منذ صباح أمس الجمعة في معالجة الآثار التي حدثت في موقع (فلل أم الخير)، التي غمرتها الأمطار الأخيرة؛ حيث تقوم آليات الأمانة على تنظيف الشوارع المحيطة بالموقع من مخلفات الأمطار والتربة المتجمعة أمام الفلل، فيما كان عدد كبير من وايتات الشفط تعمل على سحب كميات المياه المتجمعة في بعض المواقع، كما لوحظ قيام العديد من الأهالي وأصحاب الفلل يقومون بتنظيف مساكنهم والعمل على جمع الأثاث وفرز ما قد يكون بحالة جيدة، فيما بدا واضحاً انعدام العديد من السيارات التي كانت واقفة في المواقف الداخلية للمجمع.

وقد تفقد أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبوراس أمس الأول الشوارع والأحياء التي شهدت هطول الأمطار. وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بالأمانة محمد اليامي أنه تمت الاستعانة بالوايتات حيث وُجِدت أكثر من 30 ناقلة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية، وأكثر من 60 ناقلة من وايتات الأهالي، إضافة إلى 25 ناقلة تابعة لشركات النظافة، بخلاف المكانس والمضخات؛ حيث جرى توفير 20 مضخة مبدئياً، و6 شيولات، كما جرى توزيع المعدات على المناطق التي تم حصرها، خاصة في شمال ووسط جدة.

وقد تفاعل المجلس البلدي بجدة أمس الأول مع الأمطار الغزيرة، وتجول رئيسه حسين باعقيل ونائبه المهندس حسن الزهراني والعضو بسام أخضر في جولة ميدانية على المناطق المتضررة شرق المحافظة، ووقفوا على المعاناة التي عاشها المنكوبون في مجمع أم الخير السكني، وقال رئيس بلدي جدة: نحمد الله قبل كل شيء أن الأضرار البشرية لم تكن كبيرة، لكن عدم اكتمال مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول أدى إلى خسائر مادية في أم الخير والأجاويد وقويزة، وأدى إلى تجمع المياه فترات طويلة في أغلب شوارع جدة، وبات واضحاً أن (التطمينات) الكثيرة التي حصلنا عليها في الفترة الماضية انهارت كلها على أرض الواقع.

وعبّر المهندس حسن الزهراني، نائب رئيس المجلس، عن أسفه الشديد للأضرار والخسائر التي خلّفتها الأمطار في جدة أمس، وقال: حدث ما حذرنا منه خلال الفترة الماضية خلال ورش العمل التي استضافها المجلس بمشاركة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني وأمانة جدة وأصحاب الرأي والاختصاص، وشددنا خلالها على أهمية الانتهاء من مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول، والتحرك بسرعة لدرء الأخطار المحتملة على جميع الأحياء التي تقع بجانب مجرى السيل، ووضع كل الاحترازات الممكنة لعدم تكرار مأساة العام الماضي. فيما قال عضو المجلس بسام أخضر: شعرنا بالألم والحسرة ونحن نشاهد المشاهد نفسها التي حدثت في العام الماضي تتكرر أمس، وكأننا لا نريد أن نستفيد من الدرس، والغريب أننا حذرنا وبحّ صوتنا من الحديث عبر ورش العمل التي جرت قبل عيد الأضحى المبارك، وعبّرنا عن مخاوفنا من تكرار المأساة في ظل عدم الانتهاء من أي مشروع.