|
جدة- حوار - سعد جابر الشهري - تصوير- محمد شاجع
جامعة الملك عبدا لعزيز تعد من أهم الجامعات السعودية في الوقت الراهن وذلك للتغييرات التي طرأت على الجامعة في كوادرها البشرية أو تقنياتها العلمية المتطورة أو الأبحاث العالمية التي تمت على أيدي أبنائها المؤهلين.
وقد كانت جامعة «المؤسس» كما يحب منسوبوها تسميتها منار إبداع وتميز وموطنا للتطور والفكر ومنشأ قدرة وتفوق.
وتواكب الجامعة كل ما من شأنه رفعة لها ولمنسوبيها وتتجدد بتجدد العطاء ومواصلة لنهضة التطور العلمي الذي تشهده المملكة خلال الفترة الماضية في ظل متابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز للعلم والمتعلمين مما دعت الحاجة إلى افتتاح العديد من الجامعات الجديدة في كافة مناطق المملكة.
وتميزت «أم الجامعات» باستقطاب العديد من العلماء ذوي الخبرة والمقدرة في مسيرة الجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية وحلم يبحث عنه مديرها ووكلاؤها ومنسوبوها من طلاب وطالبات وأساتذة وأصبح الحلم قريبا جدا من هذه الجامعة الدؤوبة التي تعمل ليل نهار في سبيل العلم والمعرفة.
وكان لمعالي مدير جامعة الملك عبدا لعزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب حوار لصحيفة الجزيرة تحدث فيه عن كثير من هموم وتطلعات وتساؤلات العديد ممن يهمهم أمر هذه الجامعة.وتميز الحوار بالصراحة والوضوح والشفافية في الأجوبة التي اعتدنا أن يكون ضيفنا فيها دائما.. وإليكم الحوار:
في البداية نود أن نتعرف على مشوار معاليكم الدراسي وتدرجكم الوظيفي منذ التحاقكم بمقاعد الدراسة، وحتى وصلتم إلى منصب مدير جامعة الملك عبدالعزيز؟
- بادئ ذي بدء، نحمد الله سبحانه وتعالى أن منَّ علينا وعلى هذا الوطن بشفاء والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سلمه الله، متضرعين إليه تعالى بأن يكنفه بعنايته ويرعاه برعايته، وأن يعود إلى شعبه ووطنه رافلاً في حلل الصحة والعافية.
لقد ترعرت في كنف والدي رحمه الله، ودرست المرحلة الابتدائية والكفاءة والثانوية بمدينة الرياض، ثم انتقلت إلى جامعة الرياض آنذاك (جامعة الملك سعود حالياً) وتخرجت فيها بالحصول على بكالوريوس العلوم الصيدلانية مع مرتبة الشرف. ثم حصلت على الدكتوراة في علم الأدوية من مركز جامعة فاندربلت (الطبي - ناشفيل تنسي الولايات المتحدة الأمريكية) عام 1401هـ الموافق 1981م.
أما تدرجي الأكاديمي فقد بدأت كمعيد بقسم علم الأدوية بجامعة الملك عبد العزيز 1396هـ، ثم ابتعثت عام 1397هـ، وعينت أستاذاً مساعداً عام 1401هـ، ثم ترقيت إلى أستاذ مشارك عام 1407هـ، ثم عينت أستاذاً عام 1412هـ.
وقد حظيت خلال هذه الفترة بعدة تكليفات إدارية حيث عينت مديراً لإدارة كلية الطب عام 1402هـ، ثم وكيلاً لكلية الطب والعلوم الطبية آنذاك للدراسات العليا والبحث العلمي، فمديراً لمركز الملك فهد للبحوث الطبية عام 1403هـ. كما كنت رئيساً لقسم علم الأدوية عام 1408هـ حتى 1410هـ حينها اختارني الزملاء عميداً لكلية الطب والعلوم الطبية (آنذاك) عام 1410هـ، وأصبحت وكيلاً لجامعة الملك عبد العزيز عام 1415هـ، لمدة ستة سنوات إضافة إلى تكليفي بوكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي عام 1418هـ، وفي عام 1422هـ أعرت للعمل مديراً عاماً لمستشفيات الدكتور عبد الرحمن بخش، حتى حظيت بالثقة الملكية الكريمة بتعييني مديراً لجامعة الملك عبد العزيز في 6-3-1424هـ حتى الآن. وقد كلفت خلالها بإدارة عدة جامعات هي: جامعة طيبة من 1426هـ وحتى 1428هـ، وجامعة جازان من 1427هـ وحتى 1428هـ، وجامعة تبوك من 1427هـ وحتى 1428هـ أيضاً، ثم جامعة الحدود الشمالية منذ 1428هـ وحتى اليوم.
تشهد جامعة الملك عبد العزيز توسعاً كبيراً في عدة مجالات من خلال إطلاق عدد من المشاريع الإنشائية، هل لمعاليكم أن تعطونا فكرة عن الخطط المستقبلية لتلك المشاريع، والأهداف التي تتطلعون إلى تحقيقها؟
- المشاريع الإنشائية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتطور الحادث في الجامعة، فطالما هناك تطوير فينبغي أن تأتي المشاريع الإنشائية مواكبة لمتطلبات ذلك التطور. والجامعة منذ سنوات تعمل على تنفيذ مخططها العام على مراحل متدرجة فقد تم تنفيذ المرحلة الأولى ثم الثانية، وحالياً العمل جار لإنجاز وتنفيذ المرحلة الثالثة.
ولا شك أن إضافة بعض الأراضي الجديدة إلى الحرم الجامعي، والزيادة المتلاحقة سنوياً في أعداد الطلاب والطالبات، وكذلك أعضاء هيئة التدريس، فكان من الضروري إجراء بعض التعديلات في المخطط، حسب الحاجة والإمكانات، حتى نستطيع استيفاء جميع المتطلبات لاحتياجات الجامعة الأكاديمية والخدمية والرياضية، إضافة إلى الوحدات السكنية الخاصة بأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
ومن أهم عناصر هذا المخطط: المنطقة الأكاديمية، والمرافق الرياضية، ومرافق الخدمات، والطرق والميادين، والمكتبة المركزية، والعمادات المستقلة، والمراكز البحثية، والوحدات السكنية الخاصة بأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
كما تقوم إدارة المشاريع في الوقت الحالي باستلام عدد من المباني التي أنجزت مثل: المرحلة الأولى من المكتبة المركزية والخدمات الرئيسة للمنطقة الأكاديمية.
وهناك مشاريع عديدة يجري تنفيذها في شطر الطالبات مثل: مبنى كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، ومباني الفصول الدراسية.
كما أن هناك مشاريع عدة في شطر الطلاب مثل: معامل المقررات العلمية العامة، ومدرجات ومبانٍ دراسية، ومحطات تكييف مركزي، ومبنى كلية تصاميم البيئة، والمطبخ المركزي، ومراكز البحوث المساندة، والمرحلة الأولى من مبنى كلية التربية، ومعامل بعلوم البحار.
كما بدأنا في بناء عدد من المنشآت لفروع الجامعة في رابغ وخليص والكامل وشمال جدة.
أما المشاريع المستقبلية فعديدة منها : مباني كلية الحاسبات للطالبات، ومباني كلية الحاسبات للطلاب، ومباني كلية الآداب للطالبات، ومباني معهد اللغة الإنجليزية للطالبات والطلاب، ومعامل مركزية، ومباني الكليات العلمية للطلاب، والمباني الأكاديمية للاقتصاد المنزلي المرحلة الثانية، وتوسعة فصول الدراسة بفرع كليات البنات بجدة، وكل هذا تم تنفيذه من خلال الدعم الكبير الذي تتلقاه الجامعة من ولاة الأمر، حيث بلغت تكاليف الأعمال المنفذة والجاري تنفيذها والمطروحة للتنفيذ أكثر من 200 مليون ريال.
هل يرى معاليكم أن مخرجات الجامعة في مختلف الكليات والتخصصات تتناسب مع متطلبات سوق العمل، وهل من دراسات في هذا الباب؟
- أؤكد أنه من خلال ما حملته الجامعة من تطوير في مناهجها وآليات تقديمها خلال السنوات السابقة، فإن خريج جامعة الملك عبد العزيز جاهز تماماً لسوق العمل، وذلك نتيجة انفتاح الجامعة نحو القطاعات الإنتاجية في المجتمع والاستعانة بالمتخصصين من المجتمع وسوق العمل في المجالس الاستشارية للكليات، وبالطبع هي عملية متحولة من حين لآخر، إذ إن احتياجات سوق العمل ليست أمراً ثابتاً، بل تتغير من آن لآخر مما يفرض ضرورة مواكبة هذا التغير باستمرار.
تحتضن الجامعة عدداً من الكراسي العلمية المهمة، هل حققت تلك الكراسي الأهداف والنتائج المنشودة التي وضعت من أجلها؟
- برنامج الكراسي العلمية في الجامعة برنامج طموح ويحظى بمتابعة واهتمام من دوائر الجامعة كافة. ولله الحمد فإن كل الكراسي تعمل وفق خططها المنهجية. وصولاً إلى تحقيق أهدافها، وقد أنجزت العديد من الأبحاث المنشورة وبراءات الاختراع المسجلة دولياً. وبعضها تطور إلى مراكز تميز بحثية مثل: (كرسي سرطان الثدي، وكرسي هشاشة العظام).
وكرسي الجزيرة للدراسات الصحفية الذي جاء بمبادرة من صحيفتكم الغراء، هو خطوة نحو الارتقاء بالصحافة وتطويرها والتعاون بين الجامعة وصحيفة الجزيرة خدمة للدراسات الإعلامية من خلال إجراء الدراسات ذات العلاقة بالصحافة وبتدريب وتأهيل الطلاب والطالبات في هذا المجال الإعلامي الحيوي.
ماذا قدمت لك جامعة الملك عبدالعزيز؟ وماذا قدمت لها؟ وهل أنت راضٍ عمّا قدمته، وعن المستوى الذي وصلت إليه الجامعة اليوم؟
- الجامعة عززت فيّ صفات الانتماء، وحب العلم، ونكران الذات، والعمل الجماعي وخدمة الآخرين والاستماع إليهم، وأتاحت لي الفرصة لأكون عند ثقة ولاة الأمر حفظهم الله، وخادماً لديني ووطني.
أما أنا فقد بادلتها الإخلاص والوفاء والسعي الحميد للارتقاء بها. وأنا راض وفي الوقت نفسه غير راض، راض لأنني اجتهدت مع إخوتي وزملائي في خدمتها، ولست راضياً لأن هناك الكثير الذي أتمنى أن أقدمه لها.
أما مستوى الجامعة حالياً، فإنجازاتها تتحدث عن نفسها، فكما ذكرت سابقاً في حوارات أخرى أنه لا سقف للرضا، لأن الرضا في بعض الأحيان وبخاصة في الإنجازات يعني التوقف عن الإنجاز، ومع إيماننا الكامل بأن الكمال لله عز وجل، إلا أننا نعمل على ألا نقتنع بما دون النجوم كما قال المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فتطلعاتنا لا حدود لها، طالما أن التميز والتفوق لا حدود لهما.
أنشئ عدد من الجامعات في المملكة العربية السعودية في الخمس السنوات الماضية، كيف يرى معاليكم ذلك؟ وبحكم خبرتكم، ما النصائح التي يمكن تقديمها لتلك الجامعات الفتية لتكون وفق التطلعات والآمال المرجوة منها في المستقبل القريب؟
- كل جامعة افتتحت هي في مصلحة هذا الوطن وهذا الشعب، ونصيحتي لكل جامعة، من تلك الجامعات، أن يكون المسؤولون عنها على قدر هذه المسؤولية والعمل الجاد من أجل إنجاز القواعد والركائز الأساسية للجامعة: المناهج، المرافق، المعامل، المختبرات، الأجهزة، وإدارة قادرة، وأعضاء هيئة تدريس. كما أؤكد على ضرورة الانفتاح على المجتمع من البداية والاستفادة من خبراتهم وعطائهم.
أشرفت جامعة الملك عبدالعزيز على تأسيس عدد من الجامعات في عدد من محافظات المملكة، ونقلت لهذه الجامعات خبرتها وإمكانياتها الأكاديمية والإدارية حتى أصبحت تلك الجامعات مستقلة، تنافس أعرق الجامعات، فاستحقت بذلك لقب (أم الجامعات)، كيف يرى معاليكم هذا الدور في الإشراف على تأسيس تلك الجامعات؟
- الجامعات التي خرجت من رحم (أم الجامعات) عديدة، وفي مناطق مختلفة من المملكة، وكلها بحمد الله وتوفيقه استطاعت جامعة الملك عبد العزيز أن تتحمل مسؤولية إنشائها ووضع لبناتها الأولى والإسهام في خطواتها الأولى؛ إذ إن جامعة الملك عبد العزيز تمتلك قدرات بشرية مؤهلة وذات كفاءات علمية في المجالات الجامعية الأكاديمية التعليمية، البحثية، الإدارية، الفنية. مما أهلها لتكون عوناً للجامعات الوليدة أن تقف على أقدامها وتستند إلى ركائز وقواعد ثابتة مكنتها من المضي قدماً في تحقيق استقلاليتها ومازالت تلك الجامعات الناشئة تنعم بكفاءات من منسوبي جامعة الملك عبد العزيز سواء بالنقل أو الندب أو الإعارة.
* حصل مستشفى جامعة الملك عبد العزيز مؤخراً على الاعتماد الأكاديمي من هيئة الاعتماد الكندية، كيف يرى معاليكم هذا الإنجاز، وهل من إنجازات مماثلة في المستقبل القريب؟
- المستشفى الجامعي كسائر قطاعات الجامعة، يبذل العاملون فيه الجهد والوقت من أجل الارتقاء بخدماته، فكانت النتيجة الطبيعية أن ينال ثقة جهة عالمية في هذا المجال الطبي، مثل هيئة الاعتماد الكندية، التي ما ترددت بعد زيارات مكوكية من منح المستشفى الاعتماد الأكاديمي، من خلال استيفاء المعايير العالمية في هذا الشأن.
ولا شك أن القائمين على أمر المستشفى الجامعي لن يكتفوا بهذا الإنجاز، ففي جعبتهم الكثير من الإبداع والتفوق والتميز في مجال الخدمات الطبية العلاجية.
أدار معاليكم في وقت من الأوقات أربع جامعات في وقت واحد، كيف تمكنتم من ذلك؟
- من أهم العوامل التي اعتمدت عليها في إدارة أربع جامعات، إلى جانب جامعة الملك عبدالعزيز هو توفيق الله عز وجل، ثم إصراري على أن أكون على قدر ثقة ولاة الأمر حفظهم الله، الذين أوكلوا إلي تلك المهمة وكلفوني بذلك الأمر. وكذلك الجهود والعمل المضني لإخوتي في الجامعة الذين ساعدوني في ذلك من وكلاء جامعة وعمداء ومشرفين وإداريين إضافة إلى جهود الإخوة المسؤولين والمواطنين في تلك المناطق والمحافظات، فقد كان الجميع على قدر المسؤولية.
منذ توليكم قيادة الجامعة حدثت نقلات إدارية نوعية ناجحة بجامعة الملك عبد العزيز، ما الوصفة الإدارية التي تديرون بها الجامعة؟
- الوصفة الإدارية ببساطة هي: ثق بالله ثم بقدراتك وبالآخرين، وأخلص العمل. فالثقة بالله دعم إيماني عقدي، والثقة بقدرات الذات مفتاح النجاح، ولا نجاح إلا بالتعاون مع الآخرين أما الإخلاص في العمل فهو الأساس للوصول إلى الأفضل.
استحدثت الجامعة قسماً إعلامياً نسائياً في الفترة الأخيرة؟ كيف ينظر معاليكم لدور الإعلام بشكل عام؟ وللإعلام النسائي بشكل خاص؟
- إن كان الاقتصاد هو عصب الحياة كما يقولون، فإن الإعلام في عصرنا الحاضر أصبح هو الحياة بعينها، فالإعلام هو جوهر الحياة العصرية. وبما أن المرأة هي نصف المجتمع، فإن الإعلام النسائي آت بقوة ليحتل مكانه في المجتمع السعودي جنباً إلى جنب مع الإعلام الرجالي، وقد يكون التفوق في الإعلام النسائي، لأن العبرة بالجهود المبذولة والاقتناع بأن مهنة المصاعب تحتاج إلى البذل والعطاء، فلا مجال للتألق والإبداع في مجال الإعلام إلا من خلال تطوير الذات ونكران الذات، والعمل من أجل الآخرين وأخواتنا وبناتنا الإعلاميات قادرات بلا شك على ذلك مع الأخذ في الحسبان الحفاظ على مبادئ شريعتنا السمحة، وثوابتنا العقدية وأعرافنا وتقاليدنا.
لجامعة الملك عبدالعزيز السبق في المبادرة إلى تأسيس الوقف العلمي على مستوى جامعات المملكة، ما تقييمكم لمستوى الوقف العلمي الحالي؟
- مشروع الوقف العلمي في الجامعة، يقف على رأس المشاريع العديدة التي أنشأتها الجامعة من أجل أن تكون مساحة البحث العلمي بالجامعة بلا أبعاد أو حدود، وبخاصة أن الجامعة وضعت إستراتيجية واضحة من أجل الوصول إلى جامعة بحثية، وبالتالي الوصول إلى العالمية.
والوقف العلمي مر بعقبات عدة تم تذليلها كلها ولله الحمد، فمنذ بدايته في عام 1425هـ ثم تسجيله رسمياً في المحكمة الشرعية كأول وقف من نوعه في المنطقة يتوافر له سيولة نقدية وليس أصولا عينية فقط، وتم اعتماد نظامه الأساسي، واستخراج سجل تجاري له، واستثمار رأس ماله وتدعيم عدد من الأبحاث العلمية، كما ساهم في تأسيس شركة خاصة مع مجموعة من رجال الأعمال هي شركة وادي جدة كما بدأ التنفيذ في مشروع الأبراج الوقفية بالجامعة. فمشروع الوقف العلمي بالجامعة يسير بخطى واثقة وحكيمة حتى يكون صمام الأمان لكل جهود الجامعة البحثية.
تحتضن جامعة الملك عبد العزيز كرسي الأمير خالد الفيصل لمنهج الاعتدال السعودي، كيف ينظر معاليكم لهذا الكرسي وأهميته؟ خاصة أنه يحظى برعاية ومتابعة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة ؟ وما نظرتكم لثقافة الاعتدال التي نادى بها سموه الكريم من منطلق مسؤولياتكم كمدير لجامعة الملك عبدالعزيز؟
- الكرسي العلمي (كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي) كان نتيجة فكرة رائدة من خلال ندوة سموه الكريم في 20-3-1430هـ، وقد جاءت الفكرة من أجل تعزيز قيمة سعودية عربية أصيلة كان الملك المؤسس قد زرع بذرتها. ألا وهي الاعتدال في التعامل مع كل أمور إدارة الدولة وتعاملها مع المواطنين وهذا يؤدي إلى تعزيز وقوة الوطن معتمداً على الله ثم الإنسان السعودي والعمل الجماعي في سبيل هذا الوطن. إن هذا الكرسي سيكون فاعلاً بإذن الله تعالى في تنمية الشعور بالمواطنة الحقة وبتقوية روح الانتماء لهذه الأرض الطاهرة. وقد تم عقد اللقاء الأول في شهر شوال المنصرم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية حفظه الله والذي تشرفت الجامعة بزيارته.
غداً الجزء الثاني من الحديث