يعاني أبناؤنا وبناتنا المبتعثون للدراسة في الخارج، معاناة لا يعرف حجمها إلا الذي اكتوى بنارها، سواءً في الجانب التحصيلي أو المعيشي أو الاقتصادي. ووسط هذا الإرهاق اليومي، تجد مِنَ المبتعثين مَنْ لا هم له إلا الفسحة اليومية في أماكن الملذات، غير عابئ بكل ما حوله من واجبات والتزامات. ومثل هذا النمط من الطلبة هم الذين أفسدوا على الكثير من طلبتنا وطالباتنا حياتهم الدراسية. ومهما حاولت الملحقيات الثقافية أن «ترقع» ما يفعله هؤلاء الطلبة، إلا أن الفأس غالباً تقع على رأس الجادين والملتزمين. أما أخونا المستهتر «الكووول»، فلا يهمه في النهاية إن فصلوه أو لم يفصلوه، لأنه «بايعها»، ولم يترك بلاده أصلاً إلا للفسحة والوناسة!
لقد اطلعنا جميعاً على الخبر المنشور عن الطالب السعودي المتعثر دراسياً، الذي أرسل رسالة إلكترونية «قبيحة جداً» لمعلمته ذات الأصول الصينية، وكيف أن هذا الرسالة تسببت في تهديد 168 مبتعثاً بالطرد من نفس الجامعة، كما اطلعنا على خبر آخر، عن مبتعث كان يغش واجباته ويفاخر بإجاباته المغشوشة، مما استفز المشرف على المجموعة، ليجبر كل الطلبة والطالبات السعوديين على إعادة الفصل كاملاً.
إن «الترقيع» في التعامل مع أخطاء هؤلاء المستهترين، لن يجدي نفعاً. يجب أن تكون هناك إجراءات حاسمة وحازمة.