ذكر معالي مدير جامعة الملك سعود أن الجامعة تخطط لإعداد 500 عالم سعودي من بين طلابها. لا شك أن مثل هذا التوجه يعتبر خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح من أجل نقل بلادنا إلى مستوى دول متقدمة مثل كوريا وماليزيا وسنغافورة. إنني هنا لا أخفي إعجابي بطموح معاليه في أن تقود الجامعة عملية تحويل بلدنا إلى وطن منتجا للمعرفة وموظفا لها.
لكنني أود أن أعلق هنا على فكرة معاليه وأقول إن بذرة العالم (مفرد علماء) يفترض أن يتم البدء في غرسها واستنباتها في المراحل المبكرة من التعليم. هناك في مرحلة التعليم المبكر يتأسس لدى الناشئة منهج وأسلوب التفكير العلمي السليم، وهناك يتم إشعال فضولهم وخيالهم العلمي، واستثارة تساؤلاتهم، وتنمية ملكاتهم في التحليل والمنطق العلمي، والارتقاء بقدراتهم الإبداعية والابتكارية، وتعلم أساليب التقصي والبحث وفق طريقة العلماء. لكن طالبنا لا يصل إلى الجامعة إلا وقد انغلق تفكيره وتحول إلى موسوعة متحركة، وتوقف عقله عن التساؤل والبحث، وتعطلت مهاراته التحليلية النقدية، عندئذ سوف يصعب أن نجعل من مثل هذا الطالب الجامعي مشروعا لعالم في المستقبل. وبناء عليه فإن على الجامعة لكي تمضي في مشروع إعداد علماء المستقبل أن تعزز من علاقتها بالتعليم العام، فهي بما تمتلكه من خبرة ومهنية في مجالات التربية وعلم النفس وتعليم الموهوبين وبقية العلوم تستطيع مشاركة التعليم العام في زرع بذور علماء المستقبل.