|
سلفيت - رندة أحمد
تمثّل معاناة الفلسطينيين في مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية أنموذجاً لحياة الجحيم التي يعيشها الفلسطينيون بسبب المستوطنات وجدار الفصل العنصري، حيث تواصل جرافات الاحتلال الصهيوني تجرف أراضي الفلسطينيين الزراعية لصالح توسيع مستوطنات صهيونية.
ومع بدء البناء الاستيطاني في الضفة الغربية كان البناء في مدينة سلفيت على قدم وساق حتى وصلت عدد المستوطنات التي تم بنائها حتى الآن 21 مستوطنة، حيث حولت حياة المواطنين الفلسطينيين إلى جحيم.
يقول مسؤول ملف الاستيطان في منطقة شمال الضفة الغربية «غسان دغلس» إن مساحة منطقة سلفيت حوالي (250 كم) أكثر من 90% من مساحتها تم مصادرتها لصالح المستوطنات التي تعتبر من كبرى المستوطنات في الضفة.
ولم يتوقف الأمر حد المستوطنات، بل تعداها إلى جدار الفصل العنصري، كما يقول دغلس، الذي أتى على ما تبقى من أراضي المدينة، حيث بلغ طول الجدار فيها حوالي ثمانية كيلومتر، صادرت فيه قوات الاحتلال مئات الدونمات واقتلعت فيه آلافاً من أشجار الزيتون ومئات الأشجار الأخرى وخربت مساحات شاسعة من المناطق الخضراء والمراعي، وفي إطار قرارات حكومة الاحتلال والكنيست الإسرائيلي المعطّلة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أقرَّ الكنيست الإسرائيلي موازنة للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية للعامين القادمين تصل إلى 2 مليار شيقل للخدمات وأمن المستوطنين، هذا بالإضافة إلى ملايين الشواقل المخفية بين بنود الميزانية.